من وحي الكتب الروحية من تأملات جورج رشيد خوري د د
من وحي الكتب الروحية
قراءات جديدة من التوراة والانجيل والقرآن
تدور حول شخصية المسيح العجيبة وجامعية الله الواحد
لقد اختلفت الديانات والمذاهب في كل شيءٍ , ما عدا هذه الشخصية الفريدة التي شغلت اذهان البشر في كل زمان ومكان. الا وهي شخصية يسوع المسيع العجيبة. كما انها كانت موضع اهتمام الآباء والأنبياء والمرسلين في كل العصور ومختلف الجنسيات. فرغم اختلاف جنسياتهم واتجاهاتهم الحضارية ومستوياتهم العلمية وطبقاتهم الاجتماعية, فقد كتب وتكلم منهم رعاة البقر والغنم والقادة العظام واللاهوتيون الكبار. وكان بينهم الآرامي والكلداني والعبراني والموآبي واليوناني والروماني والعربي . وانه عند تجسده المبارك على ارضنا, ان تاريخ ولادته قد ابطل كل اساليب التأريخ المعروفة, من حمورابية وموسوية وكلدانية وفارسية ويونانية ورومانية. لذلك فاننا نرى الممالك والحكومات والمؤلفين والكتاَّب, اذا ارادوا تحديد زمن ما, او تسجيله رسميا,كي يكون معروفاً من كل الطوائف والاتجاهات, في جميع انحاء العالم, ارخوه اما قبل المسيح (ق.م.). او بعد المسيح (ب.م.).حتى تم فيه قول فيلسوف المسيحية ورسولها الامين بولس :"اذ جرَّد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرًا بهم فيه"(كو15:2).
والقرآن بدوره يفرد المسيح عن الانبياء والمرسلين جميعاً, إذ يبرز فيه مؤيدا بالروح القدس , ووجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين. وهو المهدي, الذي تشرَئِبُّ له اعناق المسلمين بكل مذاهبهم عند ذكر اسمه. وإنه وحده مع الله سبحانه لَه عِلمٌ للساعةِ (راجع القرآن سورة زخرف61و85).
والمسيح هو يهوه الرب الاله القادر على كل شيء.فهو شخصية التوراة والهها, وملاك عهدها, وقائد شعبها, ومكلم انبيائها. فقد دعي في التوراة ملاك العهد-اي ملاك العهد القديم-(راجع سفر ملاخي (1:3). ذلك لانه كان يظهرُ فيه للآباءِ والانبياءِ بمختلفِ الظهور, فيكلمهم على انه هو يهوه ايلوهيم إله آبائهم. إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب (راجع التوراة سفر الخروج6:3). فكان يصارعهم ويدربهم على حياة الايمان والعمل. فيباركهم احيانا, ويرسلهم في مهام مختلفة,لكي يقودوا له شعبه (راجع التوراة سفر التكوين22:32-29وسفر الخروج 10:3و2:6).