صدى الحادثة في القرآن
و في القرآن نقرأ عن هذه الحادثة في لسان عربيٍّ فصيح تجاوباً مع التوراة, التي دعاها القرآن أم الكتاب واماماً ورحمةً (راجع سورة الزخرف (1) والاحقاف( 12). فيقول: "وناديناه يا ابراهيم. قد صَدَّقتَ الرؤيا إنَّا كذلك نجزي المحسنين , إن هذا لهوَ البلوا المبين, وفديناه بذبحٍ عظيم . وتركنا عليه في الآخِرين. سلام على ابراهيم "( سورة الصافات103- 107).
فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه
فقد دعى القرآن الكبش ذبحاً عظيماً. ذلك, لانه كان يَرْمزُ لعظيمٍ. فإنه لم يكن كبشاً عادياً كباقي الكباش, التي تذبح كل يوم بالمئات, والالوف. بل كان كبشًا عظيمًا لانه غير عاديٍّ وقد أُهدِيَ الى ابراهيم بيد عظيمةٍ ايضا, هي يد المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله, وملاك الكلام والظهور في العهد القديم . وهو ذاته الله يهوه المتكلم للبشر (راجع سفر الخروج 1:3-15) الخ. "فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى انه يقال الى اليوم في جبل الرب يرى. وناداه ملاك الرب ثانية من السماء قائلاً: لانك لم تمسك ابنك وحيدك عني اباركك مباركة واكثر نسلك" (تك22).
وهذا الموت المحتم الذي كان لابن ابراهيم لولا فدائه ,كان يُرمز به الى حَتميَّةِ موتنا نحن البشر ابناء آدم . فكأني بآدم الاول وإمرأته حواء بعصيانهما على الله, وبإغراءٍ من ابليس, قد حاولاَ ,دون علم , قتل البشرجميعًا وتقديمه ذبيحة لابليس على مذبح الكذب. لقد صدَّقَت حواء ابليس بقوله: "لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر".
ففي هذا قال المسيح ذات يوم للمحيطين به من اليهود : "انتم من أبٍ هو ابليسُ وشهواتُ أبيكم تريدون ان تعملوا.ذلك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانه يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب" (راجع يو44:8).
ولكن من محبة الله الفائقة للبشر, فقد وعد آدم وحواء بعد عصيانهما, ان الفادي سيأتي في الوقت المعين, كنسل المرأة, لسحق رأس ابليس (المسمى بالحية القديمة,( اش27 :1) وليكفِّرعن آدمَ وذريته لننال التبني" ( اي لنصير من جديد بواسطة هذه الكفارة ابناء المسيح "آدم الثاني الرب من السماء (راجع الانجيل 1كو 45:15 وغلا4:4-7وسورة ال عمران (59) .