الحكم على آدم ونسله بالموت

ويكتب لنا كاتب الوحي العظيم موسى, ان آدم وحواء بعد الخطيئة, أُخرجا من جنة عدن ليعملاَ في الارض التي أُخذاَ منها. يقول الله لآدم: "لانك سمعتَ لإمرأتك واكلتَ من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها, ملعونة الارض بسببك .بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك, وشوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل, وبعرق وجهك تاكل خبزك حتى تعود الى الارض التي اخذت منها, لانك تراب والى التراب تعود" (راجع تك 6:3-19).

 

صدى الحكم في القرآن

فقد جاء في سورة البقرة (37) عن آدم ابي البشر القول : "فتلقَّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه, هو التواب الرحيم"

هنا ايضا يبرز السؤال , فما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه يا ترى؟, سوى ان تكون الوعد بالكفارة في جنة عدن, والفداء بنسل المرأة .كقول الله لابليس, المُمَثَّلُ في الحية, عندما أغرى امنا حواء : "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (سفر التكوين 15:3واشعيا 27 :1)الخ,

وهكذا حكم على جميعنا بالموت الابدي. لاننا كنا لم نزل في صلب ابينا آدم الاول . فطُرِدَ وطردنا معه خارجاً , وَوُلدنا جميعاً خارج جنة الله في حال الخطيئة المميتة. فاننا نقرأ بعد ذلك في سفر ايوب, ان الارض قد تسلمت الى الشرير (راجع اي24:9). ويوحنا بدوره يكتب لنا, "ان العالم كله قد وضع في الشرير" (1يو19:5):اذاً "كيف يتبرر الانسان عند الله وكيف يزكوا مولود المرأة راجع سفر ايوب4:25) . وصرح بعد ذلك رجل الله ونبيِّه داود, بالنيابة عن كل البشر قائلا: "هائنذا بالاثم صورت وبالخطيئة حبلت بي امي". وتابع النبي طالبا من الله ما نحتاجه قائلا : قلبا نقيا اخلق فيَّ يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي مزمور" (51: 5 -10 ).

ويكتب النبي شعيا: ان الرب تطلع من السماء "وساء في عينيه انه ليس عدل. ورآى انه ليس انسان وتحير من انه ليس شفيع. فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده. فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء...ويأتي الفادي الى صهيون"..(راجع اش16:59-20). ويقول ايضا تشددوا لاتخافوا. هوذا الهكم. الانتقام يأتي.جزاء الله.هو يأتي ويخلصكم" الخ.(راجع اش3:35-7).

نرى في هذا القراءة انه لا يستطيع احد ان يخلص الانسان سوى الله الذي خلق الانسان ووعد بخلاصه, وهو بالذات نسل المرأة . الله الكلمة.الذي به كان كل شيء . وانه لم يوكِلْ امر خلاصه لايٍّ من الملائكة والبشر لانهم لايستطيعون . كما يقول النبي : "هوذا عبيده لا يأتمنهم والى ملائكته ينسب حماقة " (راجع كتاب موسى والانبياء سقر ايوب18:4).ويقول ايضا: "من هو الانسان حتى يزكو او مولود المرأة حتى يتبرر.هوذا قديسوه لا يأتمنهم والسموات غير طاهرة بعينيه" (ايوب 14:15).

وان مطلب الله من الانسان كان قديما الطاعة الكاملة وليس المعرفة, وربما ذلك بسبب طفولته (راجع تك 17:2واش19:1-20). فقد اطاعوا الله,بتقديمهم الذبائح الرمزية,الى ان اجتازوا مرحلة الطفولة (راجع 1كو 11:13).وقدجاء الرب الاله,حسب وعده في الوقت المعين,كنسل المرأة.ليموت عن الانسان الخاطي ونسله. يقول الوحي: "ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني"(راجع غلا4:4).

وهذا بذاته كان عملا عظيما جدا, لاتدركه العقول البشرية. واشعيا, ذلك النبي الانجيلي الخامس, عندما أُوحيَ اليه أن يكتبَ عن هذا العمل العظيم,كتب يقول: "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب".وتابع النبي : "من اجله يسد ملوك افواههم, لانهم قد ابصروا مالم يخبروا به, ومالم يسمعوه فهموه"(راجع اش 1:53-9).

وموسى, اول كاتب للوحي المقدس ,لم يُعلَن له في اسفاره عن كيفية هذا الخلاص, ومن سيقوم به, كقول الله له : "اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به. ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه" (تث18:18).

عودة الى الصفحة الرئيسية