الاقانيم كما يتبين من كتب الله

ماذا نستطيع ان نفهم من هذا سوى ان القرآن,كنظيره كتاب موسى, يتكلم عن الله في صيغة الجمعِ حيناً, وفي صيغة الفردِ احياناً, وفي صيغة الجمع والفرد احياناً اخرى. وذلك,على ما يبدو, للدلالةِ على احدِيَّة الله وجامِعيَّته بآنٍ . وربما كانت الغاية ايضاً, أن يضع القرأن امام العرب ما كان قد وضعه الله مسبقا امام العالم اجمع بواسطة موسى والانبياء قديما من ان الله هو اكثر من مجرد اقنومٍ واحدٍ بسيطٍ محدود صرف عمق الازل وحيدا جامدا دون رفيق في ذاته وطبيعته . مع ذلك فهو ايضا ليس كآلهةِ البشر المتعددة , بل إنه إلهٌ واحدٌ جامع عامل في صفاته الازلية اللازمة . وبناء على هذه الحقيقة والمفهوم الكتابي الواضوح لكل من آمن بالله وكُتُبِهِ, نرى رسول العرب مع كل ما عرفه عن المسيحية من صعوبة, يحث شعبه ان يتَّبِعَ الهدى, بسيره في طريق اهل الكتاب المسيحيين الموحدين وقد قبلوا من الله اعلاناته مع الشكر.

المعمودية المسيحية هي اعتراف صريح بجامعية الله وواحديته

وبناءً على ما جاء عن جامعية الله وواحديته في كتاب موسى والانبياء, نرى المسيح في العهد الجديد يبشر بها, ويأمر تلاميذه بعد قيامته من القبر وقبل ارتفاعه الى السماء قائلاً: "اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم"- وليس باسماء- "الآب والابن والروح القدس وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهرآمين"( الانجيل بحسب متى 16:28-20). وفي الرسالة الثانية الى اهل كورنثوس من الانجيل , يكتب الرسول بولس في اعطائه البركة المسيحية لهذه الكنيسة: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين".

ويكتب الرسول عن المركز المرموق, الذي يعطى للانسان بعد ان يؤمن بالمسيح, ويعتمد باسم الاله الأوحد الآب والابن والروح القدس , فيقول : "لانكم جميعاً ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع.لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.ليس يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حر.ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع. فان كنتم للمسيح فانتم اذا نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة إقرأ الانجيل (سفر غلا27:3-29 ).

عودة الى الصفحة الرئيسية