ثالثاً -عمل اقنوم الروح القدس وطبيعته كاقنوم .
نقرأ في كلمة الله ان الروح القدس هو شخصية الهية كاملة,كالآب والابن في كمال طبيعتهم اللاهوتية الواحدة. وله عمل منفرد في خلاص البشر كاعمال الاب والابن المنفردة ايضًا. قال الابن في هذا مشير الى استقلالية الاقانيم في الاعمال : "ابي يعمل الى الان وانا اعمل" (يوحنا 5: 17). وقال ايضًا لتلاميذه عن الروح القدس: "لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق . لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي . ولكن ان ذهبت ارسله اليكم" (يوحنا16: 7). "ومتى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق ... ذاك يمجدني لانه ياخذ مما لي ويعطيكم "(راجع يو 13:16 -14)
والروح القدس هو المرشد الامين لمعرفة الآب (يو16: 25) ومساعد الابن في الخليقة (تكوين 2:1) وهو مع الآب مرسل الابن في العهد القديم (اشعيا48 : 16) وموحي الانبياء ( 2بط 1: 21) ومبكت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة ( يو16: 8) وناخس القلوب حتى تاتي الى المخلص الوحيد وتستفيد من كفارته المجانية (اعمال 2: 37) . وساكن المؤمنين كهيكل دائم له (1كو6 : 9) ونحن المؤمنين مختومين به الى مجيء الرب (افس 1: 13) وهو رئيس العمل في ورشة الخلاص يقيم من يشاء ويعزل من يشاء . وقد قال ذات يوم للمسؤولين في كنيسة انطاكية : "افرزوالي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه.فهذان اذ أُرسلاَ من الروح القدس انحدرا الى سلوكية"( اعمال4:13) وفي خاتمة المجمع الاورشليمي الاول, كانت النتيجة قول الرسل: "لانه قد راى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة , ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمًّا تفعلون كونوا معافين "(راجع اعمال28:15).
وقد وبخ الرسول بطرس حننيا بقوله : "يا حننيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس ... انت لم تكذب على الناس بل على الله" . والروح القدس مرشد الكنيسة الى اتباع الحق الكتابي في عدم اهتمام وخوف من البشر ( لوقا 12: 12 و(مرقس13: 11 ) وهو حافظ وحدة الروح في المؤمنين الى مجيء الرب (روميه13:12 ) واخيرا فقد صرح الروح القدس ان "ليس احدٌ يقدرُ ان يقولَ يسوعُ ربٌ الا بالروح القدس". (1كو3:12 ).