جامعية الله وواحديته في التوراة والانجيل
يكتب موسى نبي الله الملهم في بداية سفر التكوين ,مستعملا اسم الله سبحانه في صيغة الجمع قائلاً : "في البدء خلق الله "-إلوهيم -"السموات والارض". وهذه العبارة إلوهيم, هي جمعُ للإسم العبري إيل او إلوهَ . فكأني بالنبي موسى يكتب لنا هنا "في البدء خلق الآلهة السموات والارض . وكأن الله سبحانه تعالى يريدنا ان نؤمنَ بجامعيتهِ الازلية وصفاته العاملة معه منذ البداية, وذلك رغم كل الصعوبات الفكرية والاجتماعية والطائفية, التي من شأنها ان تحول دون ذلك.
ان معرفة الله وصفاته في اقانيمه العاملة منذ الازل, لهو تعبير عن ذات الله الواحد الاحد نرى موسى, بعد ان كتب عن الله إيلوهيم في صيغة الجمع, يكتب ايضا إيل في صيغة الفرد فيقول: ورأى الله ذلك انه حسن "فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأُنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملاؤا الارض وأخضعوها"(سفر تكوين 27:1) .
ويكتب ايضا:"وجبل الرب الاله آدم تراباً من الارض. ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار آدم نفساً حية" (سفر التكوين 7:2). ويزيد قائلا : "وأخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها".(تك15:2) الخ.
نعمل الانسانَ على صورتنا كشبهنا
من ثم, يكتب موسى,عن جامعية الله المانعة فيقول بلسان الله سبحانه: "نعمل الانسانَ على صورتنا كشبهنا" (تك 26:1).وهوذا الانسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر(تك22:3)."وفي حادثة بناء برج بابل بعد الطوفان يقول موسى: :وقال الرب هوذا شعب واحدٌ ولسان واحدٌلجميعهم
…هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض" (تك 5:11)ونرى هنا ايضا رب الجنود وهو المسيح ذاته (راجع يو41:12),يتكلم عن نفسه في صيغة الجمع والفرد في وضوح تام وآنٍ واحد.كقوله عندما ظهر لاشعيا في الهيكل وقد سبحته الملائكة قائلة:" قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض"
…فقال الرب: "من أُرسل ومن يذهب لاجلنا.فقال اشعيا هأنذا ارسلني "(راجع اش8:6).