اقنوم المسيح في الله الواحد
ان المسيح عيسى ابن مريم وهو واحد مع الله في ثالوثه, له صفات الله واسمائه الحسنى نفسها, كما حاءت في كتب
الله. وان كان ذلك يأتي بالبداية في صورة صعبة, وغير واضحة بالنسبة الى الذين يقرأون القرآن ظرفيا, او يسمعونه ملحنا على الطريقة الحبشية والسريانية احيانا.والقرآن بدوره لم يتكلم عن خلاص الانسان سوى بكلماتٍ مختصرة ويعوزها الوضوح احياناً. تاركاً امر تفصيلها الى كتب الله الموسَّعة التوراة والانجيل. وقد شهد لها وامر بالرجوع اليها وتلقِّي الحقائق الروحية- الإلهية منها في كل مناسبة وحاجة.
هذا وان القرآن يَعتَبرُِالمسيح انه روح الله وكلمته الخالقة -المحيية . لهذا يقول : ان المسيح عندما اتخذ جسداً من العذراء المباركة واصبح رسولاً لبني اسرائيل قال لهم : "اني قد جئتكم بآية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطيرفانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابريء الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تاكلون وما تشربون في بيوتكم". (راجع سورة ال عمران 44-49 ومائدة 110).
والملاحظ اننا عندما نأتي الى انجيل الهدى والنور, بحسب ما جاء عنه في القرآن الكريم , نرى ان المسيح,الذي كان يشفي العمي ويطهر البرص ويقيم الموتى,كان يقول لهم اشفوا واطهروا فيطهرون, وللموتى قوموا من الموت فيقومون. فانه ذاته, كما تخبرنا الكتب ,كان كلمة الله المتعامل مع شعبه على الارض. وقدكان مُرسَلاً من لَدُن ابيه لخلق الكون وعمل الكفارة وما يحيط بها من اعمال ضرورية لخلاص الانسان. لا يستطيع ان يقوم بها سوى الله وحده,جل جلاله لاشريك له. وكان مدفوعاً له كل سلطان في السماء وعلى الارض . فالمسيح اذاً هو المنفِّذُ الوحيد لكل اعمال اللاهوت في الكون, من خلقٍ واعتناء وفداءٍ وقضاء في اليوم الاخير.
لقد جاء المسيح وهو الاله العجيب (راجع اشعيا6:9), من قِبَلِ ابيه السماوي رسولاً وخالقاً للجميع , فيقول الوحي بوسطة اشعيا عن المسيح كما تكلمنا في موضع آخر:"انا هو.انا الاول وانا الآخِر ويدي اسست الارض ويميني نشرت السموات. انا ادعوهنَّ فيقفنَ معًاً"وفي نهاية المقطع والعدد (16) يتابع الرب قوله: "والآن السيد الرب ارسلني وروحه". (راجع اشعيا (12:48-16)
فبناء على ما تقدم في هذا المقطع من اشعيا, نرى الثالوث الاقدس في اجلى معانيه وكلماته. ففي الآية12) نرى اقنوم الرب"الابن"وهو الاول والآخر. وخالقاً السموات والارض وما بينهماَ يقول:"انا هو."انا الاول وانا الآخر (وهذه العبارة رددها الرب يسوع المسيح مرارا كثيرة في ايام جسده. (اقرأ رؤ 11:1و8:2و13:22)الخ. ويتابع الرب:ويدي اسست الارض ويميني نشرت السموات".وفي هذا ايضا (راجع قول داود مز45 و102) فيقول : واما عن الإبن كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك". وفي العدد(16) نسمع الرب,خالق الكل يقول: "تقدموا اليَّ اسمعوا هذا.لم اتكلم من البدء في الخفاء.منذ وجوده انا هناك والآن السيد الرب ارسلني وروحه".
ان المسيح هو مُرْسَلٌ من الآب والروح القدس قبل تأسيس العالم . فان اعمال الله جميعها ازلية. يقول صاحب رسالة العبرانيين (14:9) مشير لهذا العمل الازلي : "فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهرضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي. وميخا النبي في القديم يخاطب بيت لحم, وهي المدينة الحقيرة التى ولد فيها المسيح بحسب الجسد فيقول :" أما انت يا بيت لحمٍ أفراتةَ وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل".