لان الانسان لا يراني ويعيش
قبل ان يتخذ المسيح جسدا بانتهاء العهد اليهودي الاول, كان روحاً كأبيه السماوي سبحانه. وعندما كان يريد ان يتعامل مع شعبه على الارض ,كان يأخذ شكلا معيَّنا لكي يروه ويتكلموا معه ولا يموتوا. من ثم كان يختفي عن عيونهم الى حين. نشير هنا على سبيل المثال لا الحصر الى موسى. عندما كان موسى في حضرة الرب لمدة اربعين يوما,على جبل سيناء,طلب من الرب ذات يوم ان يرى مجده, بعيداً عن أي شكلٍ كما يظهر. عندها اجابه الرب : "لا تقدر ان ترى وجهي. لان الانسان لا يراني ويعيش "(خر 18:33). ذلك, لان مجد الرب دون غطاء بالنسبة الى البشر, "هو نارآكلة". يكتب موسى: "وكان منظر مجد الرب كنار آكلة على رأس الجبل امام عيون بنياسرائيل" (خر17:24) ولا ننسى برقع موسى , الذي اضطره اخوه هارون ان يضعه على وجهه خوفا على عيون الشعب, وحدث ذلك بعد ان رأى لمحة من مجد الرب وهو مخفى تحت يده في نقرة الصخر"راجع التوراة (خروج 21:33).
اما قول يوحنا في الانجيل : "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب" فذلك لان الرسول كان قد كتب اولا "والكلمة صار جسداً وحل بيننا"(راجع يو14:1). بعد ذلك كتب الرسول "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملؤاً نعمة وحقا". فعاش الذين رأوا الرب ولم يموتوا .
توضيح :بعد الذي قرأناه في الانجيل, وهو أن الله روح ولم يَرَهُ احدٌ قط ولم يسمع صوتَه ايضا احد قط, يبرز بالضرورة سؤالٌ مهمٌ : من هو اذاً هذا الاله العظيم المهوب "يهوه القادر على كل شيء", الذي تخبرنا عنه التوراة - كتاب موسى والانبياء- وقد دام عهدها مايقرب من (4000 سنة ق.م.) انه كان يظهرُ ويتكلمُ مع الناس , وياكلُ ويشربُ معهم آخذا اشكالاً مختلفةً,كهيئةِ ملائكة او بشر؟ وكان يعلن لهم هُويته انه الله إله آبائهم, إله إبراهيم وإله إسحق وإله ويعقوب فيتكلمُ عن نفسه في صيغة الفرد حينا, وفي صيغة الجمع احياناً أخرى ؟؟؟!.
ونسمع موسى نبي الله الملهم , بعد ان تكلم كثيراً عن جامعية الله وواحديته, يكتب الى شعبه محذر من الاخذ بتعداد الآلهة كالامم المشركين بالله فيقول:"اسمع يا اسرائيل,الرب الهنا رب واحد والرب الهك تتقي وإياه وحده تعبد وبإسمه تحلف" ( (راجع سفر تثنية 4:6-13) .
واشعيا بدوره يكتب: فَبِمَنْ تُشَبِّهونَ الله واي شَبَهٍ تعادلون به ( راجع اش18:40).والرب ذاته يقول ايضأً: بمن تشبِّهونَني وتسوُّونَني وتمثِّلونني لنتشابه (راجع اشعيا 5:46).
هذا.لانه مَنْ مِنَ الملائكةِ والبشر يتساوى مع الله ؟. او يدَّعي انه واحد مع الله ؟.سوى ابنه وكلمته الازلي الوحيد المتساوي معه في العظمة والطبيعة الالهية الواحدة ؟ راجع مز 2: 12وام 30: 5ويو1:1و7:14 وسورة النساء 170 ).
جامعية الله هي تعليم كتابيٌ واضح وأصيل
يتبين لنا من الكتب المقدسة, ان الايمان في الله وأحديتة الجامعة عز وجل, هو ايمانٌ كتابيّ واضحٌ في التوراةِ والانجيل , وهو كذلك في القرآن ايضاً. اذلم نقرأ مرة واحدة ان الرسول الكريم قد حذَّرَ الناس, من الاخذِ بتعاليم المسيحيين وكتبهم اللاهوتية او الحياتية, بل نراه بعكس ذلك. يشير الى اهل الكتاب وكتبهم كمرجع وحيد للحياة الاسلامية الجديدة. ويكفِّر بالضلال البعيدكل من يحيد عنها ولا يؤمن بها فيقول: "ومن يكفر بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورسله واليوم الآخر"فقد ضل ضلالاً بعيداً"(راجع سورة النساء 136..