المسيح:حاملٌ كل الاشياء في كلمة قدرته

يكتب صاحب رسالة العبرانيين في الانجيل : ان المسيح حامل كل الاشياء بكلمة قدرته. فيقول: "الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره , وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته, بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا, جلس في يمين العظمة في الاعالي" (راجع عبرانيين 3:1).

ويتابع قائلا: "واما عن الإبن كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك"- اي اكثر من الملوك والكهنة والانبياء .الذين كانوا يُمسحون بالزيت لتقديسهم وخدمتهم في الهيكل-(راجع ايضا سفر الخروج28).

ويتابع مخاطباً المسيح داعياً اياه الرب قائلاً: "وانت يا رب في البدء اسست الارض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن انت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن انت انت وسنوك لن تفنى" (اراجع الانجيل المنير رسالة العبرانيين ( 1:1-14). ويقول ايضاً: "يسوع المسيح هو هو امساً واليوم والى الابد" (عب 8:13)

والرسول بولس يكتب بدوره في الانجيل: "فانه فيه قد خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" اقرأ الانجيل رسالة كولوسي (12:1-22).

كان المسيح يقول للاموات قوموا فيطيعون امره ويقومون. ويلمس آذان الصم فتسمع. وعيون العمي فتنفتح وترى. وجاءه ذات يومٍ اعمى ليس له عيون البتة منذ ولادته, فاخذ المسيح ترابًا من الارض , وتفل فيه وجبله طينًا كما صنع في جنة عدن عندما خلق الانسان الاول من تراب الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار الانسان نفسا حية. من ثم طلى بالطين عيني الاعمى فابصر(راجع انجيل يو1:9-7).

ولا ننسىان المسيح بحسبما جاء في الكتب, هو ليس من هذا العالم, ولا من نسلٍ بشريٍّ ملوَّثٍ نظيرنا. بل هو الرب من السماء. وقد جاء في الجسدكنسل المرأة وآدماً ثانياً, دون تدخُّلٍ من البشر. يقول رسول المسيح :"صار آدم الانسان الاول .نفسًا حية وآدم الاخير روحًا محييًا"…"الانسان الاول من الارض ترابي. الانسان الثاني الرب من السماء" (راجع الانجيل 1كو 47:15).

اننا نحن البشر لا يمكننا ان نتعرف على الله ومشيئته, سوى من خلال اعلاناته عن نفسه بواسطة انبيائه وفي كتبه فنرى النبي اشعيا مثلاً يكتب في التوراة: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل. الذي تفسيره الله معنا" (راجع اشعيا الاصحاح (14:7ومت 23:1). وفي فصل آخر يكتب: "لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديراً قديراً أباً ابدياً رئيس السلام" (اش6:9)

فلو لم يكن القرآن، كغيره من الكتب الروحية, يتضمن اعترافا بالوهية المسيح وكفارته, لما امكننا فهمه عندما ينسب الى المسيح اعمالاً وآياتٍ لا ينسبها لغيره من الانبياء والرسل والبشر اطلاقاً. نعني عن المسيح: عمل الخلق واقامة الموتى وفتح عيون العمي وآذان الصم وشفاء البرص. او نعني عجيبة الولادة العذراوية, وارتفاعه حيا الى السماء , وتأييده بالروح القدس , الذي هو روح الله ايضاً وواحد في جامعيته. وماذا نقول عن الوجاهة في الدنيا والآخرة التي للمسيح ؟ هذه الوجاهة هي الشفاعة عينها. وذلك حسب تفسير كبار المفسرين المسلمين.

عودة الى الصفحة الرئيسية