المسيح سيد الانبياء والمرسلين وله علم الساعة
ذاك غيضٌ من فيضِ مما كُتِبَ في القرآن الكريم.عن بعض الانبياء والمرسلين الذين وردت اسمائهم فيه. كيف انهم جميعا قد أخطأُوا وطلبوا غفران الله وكفارته, بما فيهم رسول العرب ماعدا المسيح عيسى ابن مريم. الذي لم يرد له اسما في القائمة السوداء هذه.
فالمسيح اذاً هو سيد الأنبياء والمرسلين جميعًا.كما في التوراة, كذلك في الانجيل. وها هو في القرآن ايضا. وهو لم يزل مُنتَظَر المؤمنين بكفارته لاختطافهم الى المجد في اليوم الاخير . وهو المهدي الحي منتظر المسلمين ووجيههم الوحيد في الدنيا والآخرة. ومكتوب في القرآن الكريم ايضا :"وانه لعلم للساعة فلا تمترنَّ بها واْتَّبِعونِ هذا صراط مستقيم" (راجع سورة الزخرف 61). ويقول ايضاً: "هل ينظرون الاَّ السَّاعة ان تأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون"(الزخرف آية 66).الخ . ويعنى بالساعة مجيء المسيح ثانية لإنقاذ شعبه. وإجراء الدينونة العادلة لبقية البشر الذين لم يقبلوا فداءه وكفارته .
كل من يطَّلِع على الكتب المقدسة جميعها يرى ان المسيح كانسان, هو الوحيد بين الانبياء اطلاقاً. الذي عاش دون خطية ولم يكن لإبليس فيه مكانًا. وقد صرَّح المسيح في الانجيل: ان "رئيس هذا العالم يأتي (وهو ابليس ) وليس له فيَّ شيءٌ "( الانجيل يو 30:14) . والقرآن بدوره يقول : "ولنجعله آية للناس ورحمة منَّا وكان امرا مقضيا" (سورة مريم 21)
والعجيب ! انه مع كل هذا الوضوح ,الذي جاء به الرسول العربي الكريم , عن تقصيرالانبياء والمرسلين جميعهم, الذين جاءت اسماءهم في القرأن, بما فيهم الرسول العربي نفسه.
نرى معظم معلمي المسلمين وقرَّاء القرآن, في كل مكانٍ, ينادون على الملا ومن على رؤوس المآذن, ان محمداً هو سيد الانبياء والمرسلين قاطبةً. بما فيهم ايضا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته وروحه. الذي وحده له الوجاهة والشفاعة في القرآن ,وفي كتب الله جميعها التي سبقت القرآن.ان كل من يطَّلِع على القرآن الكريم يرى دون صعوبة, العمل العظيم الذي قام به الرسول محمد في حياته, وهو توجيه العالم العربي الى الله الاحد وكتبه. وهي التوراة , والانجيل. وما يحتويان من كُتُبٍ منزلة عددها (66كتاباً). وقد انذر الرسول بقساوة من يكفر بها بقوله : "ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(سورة النساء آية 136) . هذا, ومن المرجح ان الرسول لم يأمر احداً من صحابته ان يجمع له كتاباً بعد موته, يدعونه قرآناً, او مصحفًا, كما نقرأ ما فعله المسيح قبل موته وارتفاعه الى السماء (راجع انجيل يو12:16-16)الخ.
كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله
فقد جاء عن لسان زيد بن تابت قوله : "لما انتقل الرسول الى الرفيق الاعلى اخذت فكرة جمع القرآن تستبد بالقوم . ولا سيما وان القراء, وهم حملة القرآن في صدورهم, كانوا يموتون في حروب الردة وفي غزوات الفتوح". وروى البخاري هذا الحديث عن زيد بن تابت عندما كلَّفه الخلفاء ان يجمع لهم قرآناً وذلك بعد موت الرسول. قال لابي بكر وعمر: "كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله"؟ فقال عمر , بعد قسم بالله العظيم, هو خير.
ان هذا الاسم "قرآن", هو اسم
كان يطلق في زمان الرسول على الانجيل الذي أُنزل بعد موسى (راجع سورة الاحقاف (28-30). والاسم فرقان كان يُطلق على التوراة, وهي كتاب موسى (راجع سورة البقرة (53).اما الكتاب الذي يطلق عليه اسم "قرآن" اليوم, فواضح إنه لم يكن كتابا قد جمع بعد في زمان الرسول محمد. فكان انه عندما انطلق الى الرفيق الاعلى , ان احد الخلفاء امر بجمعه, ودعاه "المصحف"اسوة بما فعلته الحبشة المسيحية. التي كانت تطلق اسم المصحف على الكتاب المقدس.