وايدناه بالروح القدس
وفي القرآن يبرز المسيح وجيها, اي شفيعا, في هذه الدنيا والآخرة ومن المقربين. والمسيح في القرآن هو خالق وشافٍ. وقد أنزل المائدة من السماء على تلاميذه الحواريين,فسميت سورةً من سور القرآن باسم مائدته. والمسيح في القرآن مؤيَّد بالروح القدس , بل هو الوحيد الذي يذكره القرآن مؤيَّداً بالروح القدس .وهو مقيم الاموات . ومعيد البصر. ومطلق السنة الخرس. ومطهر اجساد البرص.
ولقد رفعه القرآن الكريم فوق غيره من الانبياء والمرسلين عندما قال : "تلك الرسل لقد فَضَّلنَا بعضهم على بعض منهم من كلم الله", يشير بها الى موسىكليم الله-"ورفعناَ بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بالروح القدس"أعني بالمسيح انه قد رفِّعَ على الذين رُفِّعوا درجات, فقد افرده القرآن عن الانبياء والمرسلين الذين رفِّعوا درجات بقوله:وايدناه بالروح القدس.لان شخصيةالمسيح الالهية ليس لها مكان مع البشرحتى المُرَفَّعينَ منهم , لانه في الاصل هو سيدهم وخالقهم ومرسلهم (راجع الانجيل مت34:23). وها الرسول يوحنا يكتب لنا بدوره في الانجيل , انه عندما اقتربت مريم المجدلية لتلمس الرب بعد قيامته قال لها :"لا تلمسيني يا مريم لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" اذ افرد الرب نفسه عن التلاميذ بقوله الى ابي وابيكم والهي والهكم. لم يقل لهم الى ابينا, والى الهنا, وكأنه واحداً معهم (انجيل يو: 17:20). راجع ايضا سورة المائدة 115و116). حيث يقول المسيح للناس: اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. فان المسيح هنا ايضا لم يضع نفسه مع الناس ,بل افرد نفسه عنهم بقوله اعبدوا الله ربي وربكم .