المسيحية تهدي الى الهدى والنور
لقد جاء في سورة المائدة (43و67 )"انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبُّيون الذين اسلموا للذين هادوا"(سورة المائدة 43) اي يحكم بها المسيحيون اللذين اسلموا, على اليهود الذين رفضوا اسلام الله وكفارته. وفي سورة المائدة (42-47)يتابع القرآن :"وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقًا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور"
…"هدى وموعظة للمتقين وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لا يحكم بما انزل الله فيه فاولئك هم الفاسقون "وهنا القرآن يأمر الرسول ان يقتدي باهل الكتاب, المسيحيين منهم, ويسير في خطاهم اذ يقول :"اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء" (وتعني عبارة هؤلاء بعض النصارى داخل الجزيرة العربية)"فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسألكم عليه أجرا ان هو إلا ذكرى للعالمين"(سورة الانعام 89 و90)الخ. وهؤلاء القوم الذين وكلهم الله على رسالته هم جماعة الله الانجيلية أهل بيت الله وحاملي رسالته في العالم . وعلى ما يبدو فقد كانوا هؤلاء المسيحيين العرب اقلية صغيرة جدا في الصحراء العربية في زمن الرسول محمد.
الرسول يهتدي بهدي اهل الكتاب
يبدوا ان الرسول الكريم قد اطاع أمر الله واقتده بهدي اهل الكتاب واصبح مسلماً حنيفاً نظيرهم. والحنيف في العربية يقابله في التوراة والانجيل الانسان المولود ثانية من المسيح آدم الثاني, السائر مع الله بموجب عهد جديد, وقلب جديد. وقد حَنَفَ عن العبادة الباطلة الى عبادة الاله الحقيقي في قبول المسيح من جديد, ربًا وفادياً ومخلصًا.في ذلك يكتب الرسول بولس "إذاً ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. . الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا" (راجع الانجيل2كو 17:5).وان المسيح نفسه عندما جاء اليه رئيسا من رؤساء اليهود, ليعترف به, وقد جاءه ليلاخوفا من زملائه اليهود, قال له يسوع:"الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله" (انجيل يوحنا 3:3). وعندما اراد داود النبي ان يتوب توبة نصوحة لله في العهد القديم ,خاطبه قائلا "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي.قلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي" (راجع التوراة التي هي ام الكتب جميعها مزمور 51: 9و10).
هذا هو الاسلام الصحيح والصراط المستقيم .وهو مطلب كل مسلم في كل حين . هنا ينبغي علينا ان نفهم ما جاء في سورة الفاتحة لتعليمنا ان نصلي قائلين : "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ".ونفهم ايضا ما جاء في سورة الانعام حيث يقول الوحي للرسول عندما اصبح مسلما حنيفا: "قل اني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين"(سورة الانعام 161) .