اسلام ما قبل القرآن

لقد كان الاسلام في زمن الرسول لَقَباً من القاب اهل الكتاب, ولا سيما المسيحيين منهم. نقرأ في سورة القصص (52و53): "الذين آتيناهم الكتاب من قبله , هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنَّا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين".

وفي سورة ال عمران (51) نقرأ ما يلي: "فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون" (اي تلاميذ المسيح) "نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون".

وقال الرسول ايضا:"انما أُمِرتُ ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرَّمها وله كل شيء وأُمِرتُ ان اكونَ من المسلمين"(سورة النمل91)."وانا انزلنا التوراة فيها هدى ونوريحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا"( اي ان المسيحيين يحكمون بالحق لليهود كما للمسلمين الجدد ايضًا لان عندهم حكم الله (سورة المائدة (43).

ويقول له ايضًا: "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً". بذلك نرى الرسول الكريم قد اصبح مسلماً حنيفاً سائراً في خطى اهل الكتاب "المسيحيين منهم".

في خطى اهل الكتاب

ففي سورة الانعام يقول للرسول :"قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين".ويتابع معه قائلا له: "قل ان صلاتي ونُسُكِي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريكَ له وبذلك أُمِرْتُ, وانا اول المسلمين" الانعام (161-163).

في هذا نرى, ان الرسول الكريم كان اول من ترك دين آبائه المشركين , في الجزيرة العربية. وحنف كليا الى اسلام ما قبل , وهو دين ابراهيم الحنيف, وما يتبعه من آباء وانبياء ومرسلين وفي رأسهم المسيح عيسى ابن مريم وتلاميذه المسلمين. الذين حنفوا عن اجدادهم وقبلوا كفارة المسيح , مسلِّمِيَن نفوسهم لله, فدُعوا بذلك في القرآن بمسلمين حنفاء . هذا ونرجع نكرر, إن المسلم الصحيح هو من حنف عن دين البشر واسلم ذاته لله, وسلم الناس من شره ولسانه وهذا ما تنادي به المسيحية الحقة في كل زمان ومكان. وهو الانتقال من ملكوت الظلمة الى ملكوت آخر , وهو ملكوت ابن محبة الله (راجع الانجيل رسالة كولوسي13:1). عندئذ يصبح هذا الانسان جديداً ومسلماً حنيفاً.

لقد كانت هذه الصفات تميز اهل الكتاب المسيحيين عن غيرهم من البشر.فيقول القرآن عنهم في سورة ال عمران (113),"ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون وانهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسرعون في الخيرات وأولئك من الصالحين, وما يفعلون من خير لن يكفروه والله عليم بالمتقين".

عودة الى الصفحة الرئيسية