موت المسيح الكفَّارِي
كنا حتى الآن نحاول اظهار اصالة الكتاب المقدس وعدم تحريفه من جهة , وواحدية الله وجامعيته من الجهة الاخرى. اما الآن فاننا نود الانتقال الى موضوع آخر وهو موت المسيح.
ان موت المسيح الكفاري حقيقة كتابية تاريخية لم يختلف عليها في كل العصور والاجيال التي مضت الى وقتنا الحاصر . فقد تنبأ عنه الانبياء , ورواه المسيح نفسه وكتبه الرسل والمؤرخون. فكما انه في كتب موسى وعيسى ,كذلك في القرآن ايضا. فالقرآن يكتب بلسان اليهود قولهم : انَّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (راجع سورة النساء156). والمسيح ذاته يتكلم في المهد ساعة ولادته مباشرة فيقول :"والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا ذلك قول الحق الذي فيه يمترون (سورة
مريم 33و34). وفي سورة ال عمران (55) يقول القرآن ايضا في لغة عربية فصحى لكي يفهمها العرب جميعهم : "يا عيسى ابن مريم اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذي اتبعوك فوق الذين كفروا الىيوم القيامة".وواضح هنا ان الذين اتبعوا المسيح قبل موته ورفعه الى السماء والذين ما يزالون يتبعونه مخلصا الى الآن, هم اعلى عند الله من الذين كفروا به وبكفارته وما زالوا الى يوم القيامة.
وانه مكتوب في سورة النساء (159): "وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا".
ان الآيات القرآنية التي اوردناها في هذا السياق لا بد وان تكفي لاقناع كل انسان مهتم بخلاص نفسه وخلاص الآخرين ,من الذين لا يؤمنون بموت المسيح الكفاري ان القرآن يقر بموت المسيح ويشهد له. لكن ,كيف مات المسيح ؟. بالنسبة للتوراة والانجيل فالامر واضح لا يختلف عليه اثنان , انه مات مقتولا بايدي اليهود على الصليب . فما هو يا ترى موقف القرآن من ذلك.