ثقبوا يديَّ ورجليَّ واحصي كل عظامي
ان هؤلاء اليهود, بكونهم قتلة الانبياء والمرسلين دون حق , شبه لهم او ظنوا,حسبما جاء في الاية الكريمة اعلاه , انهم قتلوا المسيح,كما قتلوا الكثيرين من الانبياء والمرسلين من قبل. فهؤلاء الانبياء والمرسلين من قبل ماتوا جميعاً عندما قتلهم اليهود, وما زالت رفاتهم في قبورها. اما المسيح فله عمل آخر ورسالة اخرى,التي تختلف كلياً عن عمل الانبياء ورسائلهم. فقد جاء المسيح وفي يده خطة عمل ليقوم بها لخير الانسانية وفدائها. وقد تنبأ عنها الانبياء وبشرت بها الملائكة وكتب عنها الرسل . وهذه الخطة هي خلاص الانسان من عبودية الشيطان, وصيرورته ابناً من جديد لله. بالايمان بموت المسيح الكفاري على الصليب.ونقله من ملكوت الظلمة الى ملكوت جديد آخر هو ملكوت المسيح نور العالم.
"وهذا لا نستطيع فهمه وسبر غوره في عقولنا المحدودة اليوم, بل علينا ان نعتمد على ما كتبه لنا الروح القدس بواسطة انبيائه ورسله القديسين .ويكتب النبي اشعيا عن البعض مما رأى من كفارة الله هذه فيقول : "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. نبت قدامه كعرق من أرض يابسة.لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه . محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها.ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبجروحه شفينا.كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي.وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش"اما الرب فسر بأ يسحقه بالحزن . ان جعل نفسه ذبيحة إثم ليرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين (راجع سفراشعيا 53).
ويقول الرب ايضاً :"بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. ووجهي لم استر عن العار والبصق (اش6:50)". هذا من جهة موت المسيح مصلوباً. اما من جهة قيامته فيقول داود عن لسان المسيح ايضا: "لانك لن تترك نفسي في الهاوية-اي في القبر-ولا تدع قدوسك يرى فساداً "(راجع اعمال 27:2ومزمور 10:16). وعيرها وغيرها في التوراة عن موت المسيح الكفاري لخلاص الانسان