ان كنتُ قد وجدتُ نعمةً في عينيكَ فلا تتجاوزْ عبدَكَ
ونقرأ هنا في سفر التكوين
(ص18) عن ابراهيم اب المؤمنين ان الرب قد ظهرله عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة في حر النهار. يقول الوحي: "فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض". -امام الرب فقط وقد كان معه ملاكين.وقد تكلم ابراهيم اليه في صيغة الفرد قائلا : يا سيد ان كنتُ قد وجدتُ نعمةً في عينيكَ فلا تتجاوزْ عبدَكَ.وبعد ان اكلوا وشربوا معه وبشره الرب بولادة اسحق صاحب المواعيد,اخبره هذا الرجل, الذي هو الرب ذاته كما سنرى, انه مزمع ان يهلك مدينتي سدوم وعمورة, فاخذ ابو المؤمنين يتشفع لديه لانقاذهماَ ويقول لهذا الرجل:" أديَّان كل الارض لا يصنع عدلاً حاشا لك يا رب ان تهلك البار مع الاثيم . عسى ان يكون هناك خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان ولا تصفح عنه لاجل الخمسين بارا في المدينة فقال له الرب"-الرجل- "ان وجدتُ في سدوم خمسين باراً فاني اصفح عن المكان كله".
وراح ابراهيم يتشفع امام الرب الى ان وصل العدد الى العشرة . ولكن بكل اسف لم يجد الرب في تلك المدينة الشاسعة سدوم وشقيقتها عمورة عشرة اشخاص مؤمنين بالرب, فهلكت سدوم واهلها الاشرار. وقد اصبح مكانها البحر الميت كما نرى اليوم. وقد انقذ الرب لوطاً البار واهل بيته قبل هلاكها (راجع سفر تك ص 18).
لنذكر اذاً ان الله الذي ظهر لابراهيم وهاجر وتكلم معهما هو كلمة الله وصاحب الظهور. وذلك قبل إن جاء واتخذَ جسداً من امنا المباركة مريم العذراء. المدعوة في القرآن : مريم ابنة عمران.