الرب يمتحن ابراهيم
المسيح هو الاقنوم الذي
تكلم مع ابراهيم وطلب منه ان يقدم له ابنه ذبيحة على جبل المريا, فيقول: "وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم. فقال له يا ابراهيم.فقال هأنذا. فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احدالجبال الذي اقول لك…فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين فذهبا كلاهما معاً الى الجبل".(راجع تك22)هكذا نقرأ عن المسيح ايضًا عندما اخلى نفسه آخذا صورة عبد, وجاء كنسل المرأة, في جسد طبيعي, لكفارة الخطايا . فقد وضعوا عليه صليبه حاملا اياه سيرًا على الاقدام الى ذات الجبل, جبل المريَّا, وقد اصبح فيما بعد يدعى جبل صهيون. وهوجبل الجمجمة او الجلجثة حيث هناك ذُبحَ المسيح كفارةً لاجلنا, بعد ان ربطوا يديه ورجليه بالمسامير على الخشبة . مع الفارق العظيم.حيث ان ابن ابراهيم استحيِيَ بتقديم"الكبش العظيم" كفارة عنه, اما المسيح فكان هو كبش المحرقة الذي كان يُرمَزُ اليه بكبش ابراهيم العظيم وابنه, فمات المسيح لاجلنا .
نقرأ في مزمور (16:22-18) قول المسيح قبل ان يجيء في الجسد,مستخدماً بذلك لسان داود الملك: "لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني . ثقبوا يديَّ ورجليَّ . احصي كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون".
ويقول الرب ايضا : "العار كسر قلبي فمرضت انتظرت رقة فلم تكن ومعزين. فلم اجد.ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً " (راجع مز 20:69وانجيل متى 34:27).
وفي مزمور آخر يقول الرب: "على ظهري حرث الحراث. طولوا اتلامهم"(راجع مز3:129). وهذه كانت نتيجة الجلد بالسياط, التي تساقطت على جسده الضعيف. فيكتب لنا بطرس الرسول بدوره في هذا قائلاً: "الذي "بجلدته شفيتم "(1بط 24:2)الخ
وها النبي زكريا يراه بالوحي الالهي مجرَّحا فيسأله: "ما هذه الجروح التي في يديك. فيقول له الرب: هي التي جرحت بها في بيت احبائي" (راجع زك6:13).
وان اشعيا بدوره عندما كان تحت الوحي المقدس رأى سيده مجرحا فيكتب : "محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبِحُبُرِهِ شفينا"-اي بجروحه شفينا-"كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه" (راجع اش53).
وقد رآه النبي ايضا قادما من خارج المدينة اورشليم ,حيث اخرجوه خارجا الى هناك وصلبوه(راجع الانجيل يو17:19ومتى 39:21): فصرخ اشعيا قائلا : "من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر. من بصرة .هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته",فيجيبه الرب ,"انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص". فيسأله النبي : من جديد"ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة". فيقول الرب : "لقد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد.فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي.لان يوم النقمة في قلبي"-اي يوم سحق رأس ابليس الحية القديمة, فان المسيح هونسل المرأة (راجع تك 15:3واش 1:27) الخ. "وسنة مفديي قد اتت"وهي سنة الكفارة الرمزية التي نعيشها اليوم. وستدوم سنة الانبياء الرمزية هذه. الى مجيء الرب ثانية وانقضاء الدهر, (راجع اش1:63-6ولو19:4ومت3:24).
في هذا ايضًا يكتب الرسول بولس: "لان فصحنا المسيح قد ذبح لاجلنا اذاً لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الاخلاص والحق (راجع الانجيل1كورنثس الاولى (7).
ويكتب داود بروح النبوة كنتيجةٍ مفرحة لهذا النصرالعظيم, في الآلام المبرحة التي تحملها المسَّيا لاجل فداء البشر فيقول: "انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين, الفخ انكسر ونحن انفلتنا. عوننا باسم الرب صانع السموات والارض آمين" (راجع زابور داود 124: 7) الخ.