التالي

الجزء الثالث

معجزة حفظ القرآن

توطئة

إعجاز القرآن في نظمه قائم على معجزة

"حفظه" في حرفه

الإجماع على أن إعجاز القرآن في نظمه ، كما نادى بذلك أهل الاعجاز منذ الجاحظ . والاعجاز في النظم واللفظ يقتضي معجزة "حفظ" القرآن سالما كما نزل .

ويقولون : ان القرآن تنبّأ بمعجزة "حفظ " القرآن سالما كما نزل بقوله : "إنّا نحن نزّلنا الذكر ، وإنّا له لحافظون" (الحجر 9) . والواقع التاريخي في تدوين القرآن بالحرف العثماني شاهد على تتميم النبوة بحفظه ، وقيام المعجزة بحفظ القرآن بحرفه سالما كما نزل .

لكن ليس في آية "الحفظ" ركيزة قرآنية للقول بنبوءة ومعجزة في حفظ القرآن ؛ وليس في وسائل حفظ القرآن قبل جمعه من ضمانة كافية للقول بمعجزة في حفظه ؛ وليس في الرخص النبوية لقراءة القرآن قبل جمعه من طُمأنينة كافية للقول بمعجزة في حفظة ؛

وليس في تاريخ تدوين القرآن ما يمكّن القول بمعجزة في حفظه . فقوله : "إنّا نحن نزّلنا الذكر ، وإنّا له لحافظون" (الحجر 9) ليس بمعجزة له .

لذلك فإن ما حُفظ من القرآن جليل يستحق التقدير ، لكن ليس في "حفظ" القرآن معجزة إلهية تميّزه وينفرد بها على كل تنزيل .

التالي