احكام أهل الذمة
السلام
والدعاء لأهل الذمة ومصافحتهم
( السلام والدعاء
لأهل الذمة ومصافحتهم ) .
قيل للإمام أحمد
نعامل اليهود والنصارى ونأتيهم في منازلهم وعندهم قوم مسلمون أسلم عليهم ؟.
قال نعم تنوي
السلام على المسلمين فيؤخذ منه وجوب النية لذلك .
وسئل أحمد عن
مصافحة أهل الذمة فكرهه وروى أبو حفص حديث أبي هريرة في النهي عن مصافحتهم وابتدائهم
بالسلام وقال له أبو داود : يكره أن يقول الرجل للذمي كيف أصبحت , أو كيف أنت ؟
أو كيف حالك ؟ قال أكرهه , هذا عندي أكبر من السلام وقال الشيخ وجيه الدين
من في شرح الهداية
أهل الذمة لا
تبدأهم بالسلام , ويجوز أن يجيبهم هداك الله , وأطال الله بقاءك , ونحوه .
وكذا قال بعض
الشافعية . واختار بعضهم أنه يقول ذلك للحاجة فقط .
ولم يصرح أصحابنا
بخلاف قول الشيخ تقي الدين لكن ذكروا قول أحمد في كيف أصبحت ؟ ونحوه واقتصروا عليه
, فيحتمل أن يؤخذ منه منع غيره كالسلام ويحتمل جواز منع الدعاء بالبقاء ونحوه
إلا بنية الجزية أو الإسلام .
وهذا قد يقال هو نظير نص أحمد في أكرمك
الله ينوي الإسلام فيكون هو مذهبه فيهما ويحتمل مع الحاجة فقط ,
وأما الدعاء بالهداية ونحوها فهذا جوازه
واضح .
وقال الشيخ تقي
الدين إن خاطبه بكلام غير السلام مما يؤنسه به فلا بأس بذلك .
وقال صاحب المحيط
من الحنفية إن نوى بقلبه أن الله يطيل بقاءه لعله يسلم أو يؤدي الجزية عن ذل وصغار
فلا بأس به لأنه دعا له الإسلام في الأول وفي الثاني منفعة للمسلمين وإن لم ينو
شيئا لا يجوز قال : ولو قال لذمي أرشدك الله أو هداك الله فحسن وقال إبراهيم
الحربي : سئل أحمد بن حنبل عن الرجل المسلم يقول للرجل النصراني أكرمك الله قال
نعم .
يقول أكرمك الله
يعني بالإسلام ويتوجه فيه ما سبق من الدعاء بالبقاء وإنه كالدعاء بالهداية ويشبه
هذا أعزك الله , وذكر أبو جعفر النحاس عن الشافعي أنه قاله لنصراني وأنه عوتب فقال
أخذته من عز الشيء إذا قل قال أحمد بن القاسم الطوسي : كان أحمد بن حنبل إذا
نظر إلى نصراني غمض عينيه فقيل له في ذلك , فقال : لا أقدر أنظر إلى من افترى على
الله وكذب عليه , وقال ابن هبيرة في الحديث الرابع من حديث أبي موسى .
وروي عن أحمد بن حنبل أنه كان إذا رأى
يهوديا أو نصرانيا غمض عينيه ويقول : لا تأخذوا عني هذا فإني لم أجده عن أحد ممن
تقدم ولكني لا أستطيع أن أرى من كذب على الله ، واحتج بفعل النبي وفعل عمر .