الفاروق
•
الذين كبلوا عقولهم بروايات البخاري ... لا يمكنهم الرد على الاسئلة !!
» تاريخ القرآن
الكريم / ص: 22 :
ففي الإتقان قال الخطابي
إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض
أحكامه أو تلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ( ألهم ) الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء
بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة لا تقول دائرة المعارف الإسلامية : لماذا أودعت
الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذي ولي أمر المسلمين وهو عثمان بن عفان
.( فنقول ) أودعت الصحف عند حفصة بوصيةٍ من أبيها عمر بن الخطاب لأنها كانت تحفظ القرآن
كله في صدرها وكانت تقرأ وتكتب وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤ منين
وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين ، ثم إنه لم يتعين خليفة حين وفاة عمرحتى تسلم
إليه لأن عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد وإنما جعلها شورى في بضعة أشخاص فلهذه الاعتبارات
كانت حفصة رضي الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف ، ونظر عمر أصوب وأحكم .
وفي كتاب الإصابة قال
أبو عمر أوصى عمر إلىحفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر وبصدقة
تصدقت بها بالغابة . توفي عمر رضي الله عنه في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ...
ــ.. جاء في كتاب نهاية
القول المفيد :
( فإن قيل ) كان زيد
حافظاً للقرآن وجامعاً له فما وجه تتبعه المذكورات ( والجواب ) أنه كان يستكمل وجوه
قراءاته ممن عنده ماليس عنده وكذا نظره في المكتوبات التي قد عرف كتابتها وتيقن أمرها
فلا بد من النظر فيها وإن كان حافظاً ليس تظهر بذلك وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته
أم لا وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد علية كان آكد وأثبت في ضبط المحفوظ
.
وجاء في إرشاد القراء
والكاتبين : أن زيداً كتب القرآن كله بجميع أجزائه وأوجهه المعبر عنها بالأحرف السبعة
الواردة في حديث أن هذاالقرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه . وكان أولا أتاه
جبريل فقال له : إن الله يأمرك أن تقرى ء أمتك القرآن على حرف واحد ثم راجعه إلى السابعة
فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا عليه أصابوا
.اه من عنوان البيان في علوم التبيان . فأبو بكر رضي الله عنه هو أوَّل من جمع القرآن
الكريم بالأحرف السبعة التي نزل بها وإليه تنسب الصحف البكرية وكان ذلك بعد وقعة اليمامة
التي كان انتهاؤها سنة اثنتي عشرة للهجرة ، فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريباً
لأنه وقع ببن غزوة اليمامة وبين وفاته رضي الله عنه التي كانت في جمادى الثانيه سنة
ثلاثة عشر !
( ويسأل بعضهم ) لماذا
لم يأمر أبو بكر أو عمر أن ينسخ الناس مصاحف مما كتبه زيد بن ثابت ولماذا لم يحرص كبارالصحابة
على أن يكون لدى كل واحد منهم أو لدى بعضهم على الأقل نسخ من هذه الصحف التي تتضمن
كتاب الله .
( فنقول ) إن أبا بكر
رضي الله عنه لم يجمع القرآن لحدوث خلل في قراءته وإنما جمعه خوفاً من ذهاب حملته بقتلهم
في الغزوات وكان جمعه له بالأحرف السبعة والناس يقرؤون بها إلى زمن عثمان فلا يختلف
مصحف أبي بكر عما يقرؤه الناس ويحفظونه فلا داعي إذا لحمل الناس على مصحفه . أما عثمان
رضي الله عنه فإنه لم يجمع القرآن إلا بعد أن رأى اختلاف الناس في قراءته حتى إن بعضهم
كان يقول إن قراءتي خير من قراءتك ، وكان جمعه له بحرف واحد وهو لغة قريش وترك الأحرف
الستة الباقية فكان من الواجب حمل الناس على اتباع مصحفه وعلى قراءته بحرف واحد فقط
قبل أن يختلفوا فيه اختلاف اليهود والنصارى كما ترى تفصيل ذلك في الجمع الثالث أما
عدم نسخ كبارالصحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبو بكر فلم يكن هناك ما يدعوا لذلك لعدم
اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند الناس ، وإن بعضهم كتبوا مصاحفهم على عهد النبيِّ صلى
الله عليه وسلم وتلقوه منه سماعا ، فكان جمع أبي بكر بمثابة سجل للقرآن يرجع إليه إذا
حدث أمر كما وقع لعثمان حين جمعه القرآن فإنه رجع إلى الصحف البكرية وكانت عند حفصة
بنت عمر .
( ويسأل بعضهم أيضا
) لم لم يجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي على نسخ المصحف وهم يحفظونه كله في صدورهم
...