الفاروق
• وقالوا حفصة كأبيها .. كانت تعلم
النبي ماذا يجوز له وماذا يحرم عليه !!
... حتى إذا كان يوم حفصة قالت : يا رسول الله إن لي حاجة إلى
أبي نفقة لي عنده فأذن لي آتيه ، فأذن لها ، ثم أرسل إلى مارية جاريته فأدخلها بيت
حفصة فوقع عليها ، فقالت حفصة : فوجدت الباب مغلقا ، فجلست عند الباب فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو فزع ، ووجهه يقطر عرقاً ، وحفصة تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت
: إنما أذنت لي من أجل هذا ؟ أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها على فراشي ، ما كنت تصنع
هذا بامرأة منهن ؟ أما والله لا يحل لك هذا يا رسول الله ، فقال : والله ما صدقت ،
أليس هي جاريتي وقد أحلها الله لي أشهدك أنها علي حرام ألتمس رضاك ، لا تخبري بهذا
امرأة منهن ، فهي عندك أمانة ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار
الذي بينها وبين عائشة ، فقالت : ألا أبشرك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حرم
عليه أمته ، وقد أراحنا الله تعالى منها : فأنزل الله : ( يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل الله لك ) ثم قال : ( وإن تظاهرا عليه ) فهي عائشة وحفصة كانتا لا تكتم إحداهما
الأخرى شيئاً !! ...