MONOTHEISM and TRINITY 3

التوحيد المنزل واحـــد ما بين الانجيل والقرآن

القاعدة الثالثة عشرة في الحوار المسيحي الإسلامي

 بما أن حرف التوحيد واحد ما بين الانجيل والقرآن , والتوحيد نفسه واحد ما بين الإسلام والمسيحية :

لذا يقول الإسلام في الشهادة   أشهد أن لا إله إلا الله -  وتقول المسيحية في الشهادة   أؤمن بإله واحـــد

 المسلمون يتشهدون ويشهدون بصيغة النفي

والمسيحيون يتشهدون ويشهدون بصيغة الإيجاب

والمعنى واحد ما بين النفي والإيجاب .

 وقد رأينا في بحث سابق أن إسلام القرآن من إسلام الكتاب وشهادة القرآن للتوحيد هي نفسها شهادة النصارى أولي العلم كما يسميهم في اصطلاح القرآن : والنصارى يشهدون مع الله وملائكته أن لا إله إلا الله وأن الدين عند الله هو هذا الإسلام -  شهد الله أنه لا إله إلا هو ! والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط - لا إله إلا هو العزيز الحكيم – أن الدين عند الله الإسلام  آل عمران 18- 19

 وهذا الإسلام القرآني النصراني هو الدين عند الله لايقبل سواه  كما أوتي موسى وعيسي والنبيون من ربهم :

 قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسي والنبيون من ربهم : لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون  ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين  آل عمران 84- 85 هذا إذن هو إسلام عيسي وإسلام النصارى من بعده  وبنص القرآن القاطع

 ولما تلا محمد قرآنه علي النصارى الوافدين عليه أجابوه أنهم مسلمون من قبله :

 الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون , وإذا يتلى عليهم قالوا : آمنا به , أنه الحق من ربنا إنا  كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا  ويدرؤون بالحسنة السيئة , ومما رزقناهم ينفقون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه , وقالوا : لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ؛ سلام عليكم , لا نبتغي الجاهلين القصص 52- 55

 قال الجلالان : نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله ابن سلام وغيره من النصارى قدموا من الحبشة والشام

 عبد الله ابن سلام يهودي فــــرد أسلم وبعده  وبعد السورة أسلم كعب من الأحبار

فلا يُخاطبان بصيغة الجمع والخطاب هو للنصارى ويدل عليه

أن المخاطبين : يدرؤون بالحسنة السيئة وهذه شرعة الانجيل

بينما شرعة اليهود العين بالعين والسن بالسن  المائدة 48

 وقد يكون الخطاب لوفود من نصارى الحبشة والشام -  لكن النصارى كانوا في مكة ورئيسهم ورقة بن نوفل عم السيدة خديجة وهو الذي أزوجها محمدا أيضا لا تذكر السيرة وفدا إلي محمد في مكة .

 فالنصارى يشهدون في القرآن بالإسلام والتوحيد والقرآن يؤيد شهادتهم إذ ينقلها  وهم المسلمون من قبل القرآن .

لذلك أمر محمد نفسه أن يكون علي إسلامهم :

وأُمرتُ أن أكون من المسلمين النمل 90  وأمر بأن يقتدي بهداهم : أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ! ... أولئك الذين هدى الله , فبهداهم اقتده  النمل 90

وأمر أن يكون معهم أمة واحدة تؤمن بالمسيح وأمه آية للعالمين :

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون  الأنبياء 91

ومن توحيد القرآن وإسلامه أن يكون أمة واحدة مع المؤمنين بالمسيح وأمه آية للعالمين

لا مع سواهم من الكتابيين  قابل المؤمنون 51- 53

 وليقين القرآن بتوحيد النصارى شرع هذا المبدأ العام : الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين :

من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فاهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة 62

قالها القرآن في أول العهد بالمدينة  وكررها في آخر العهد المدني : الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين :

من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فاهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون المائدة 72

أن صح ذلك من اليهود والصابئة فكم بالأولى من النصارى أولي العلم الذين شهدوا مع الله وملائكته : إن الدين عند الله الإسلام

وانتهى القرآن المـــكي بهذه الشرعة :

ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن – إلا الذين ظلموا منهم ( كناية عن اليهود )

وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم , وإلهنا وإلهكم واحد , ونحن له مسلمون العنكبوت 86

والقرآن يشرع في حوار المسلمين مع النصارى التسليم معهم أن التنزيل واحد والإله واحد والإسلام واحد .

وانتهى القرآن المدني بهذه الشهادة للنصارى :

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا , ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا

الذين قالوا إنــا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون

وإذا سمعوا ما أنزل إلي الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع

مما عرفوا من الحق يقولون : ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق

ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ؟ فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار

 خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين  المائدة 85- 88

 والقرآن يشهد في آخر أمــره لوحد ة التوحيد بين النصارى والمسلمين ويرجع فضل مودة النصارى للمسلمين إلي القسيسين والرهبان ويعدهم بالجنة خالدين فيها لأنهم المحسنون .

 والصورة التي ظلت عالقة في ذهن النبي العربي هي مشهد النصارى ورهبانهم في قيام الليل للصلاة وتلاوة الكتاب ورأى فيهم عباد الرحمان الذين جعلهم الله للمتقين إماماً الفرقان 63 فصورهم بهذه اللوحة الرائعة :

ليسوا سواء : من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوه من خير فلن يُكفرون ! والله عليم بالمتقين آل عمران 113- 115

صلاة النصارى وسيرتهم هي القرآن كله , هذه هي شهادة القرآن لتوحيد النصارى  المثالي :

يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إنهم من الصالحين .

ثلاث صفات مترادفات  للنصـــارى أولوا العلم المقسطون والمحسنون والصالحون في إيمانهم وتوحيدهم

والقرآن يشهد للنصارى بالتوحيد المثالي

مهما ندد بغلوهم في الدين بشأن المسيح وأمه , فلا ينس أهل القرآن هذه الشهادة .

تلك هي القاعدة الثالثة عشرة في الحوار المسيحي الإسلامي

الصفحة الرئيسية