الفصل الرابع إعجاز القرآن في بيان معانيه" نور وكتاب مبين " (المائدة 15) " ذكر وقرآن مبين " (يس 69) " تلك آيات الكتاب، وقرآن مبين " (الحجر ) توطئة واقع القرآن في البيانإن شهادة القرآن لبيانه متعارضة . 1 - فهو يعلن بتواتر : " وانه لتنزيل رب العالمين... بلسان عربي مبين " (الشعراء 192 – 195؛ " وهذا لسان عربي مبين " (النحل 103 ) ؛ فهو قرآن مبين " (الحجر 1)، " وكتاب مبين " (النمل 1). فهو أعجز مما أنتجت العربية في شعرها : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له : إن هو إلا ذكر وقرآن مبين " (يسن 69). 2 – لكن المبين لا يحتاج الى تأويل ، لأن معناه يسابق لفظه الى الادراك . فإن فيه " آيات محكمات... وأخر متشابهات : ف إ ما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله – و ما يعلم تأويله إلا الله " (آل عمران 7). وإ ن التصريح فصيح : ما تشابه من القرآن بحاجة الى تأويل، " وما يعلم تأويله إلا الله " . وهذا التأويل لن ياتي الا في اليوم الآخر : " هل ينظرون إلا تأويله ؟ - يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل : قد جاءت رسل ربنا بالحق، فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا، أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل " ؟ (الاعراف 53). وكتاب لا يعلم تأويله الا الله، ولا يكشف الله تأويله إلا في اليوم الآخر، فكيف يكون " كتابا مبينا " ، " : بلسان عربي مبين " ؟ 3 – والكتاب المبين، بلسان عربي مبين، ليس بحاجة الى تأويل، و لا يكون متشابها. فهو يصرح بان فيه آيات " أخر متشابهات " (آل عمران 7). وقد يكون كله " كتابا متشابها " (الزمر 23). والآيات المحكمات غير الآيات المتشابهات في البيان. والكتاب المبين غير الكتاب المتشابه. 4 – أجل في القرآن آيات بينات : " بل هو آيات بينات " (العنكبوت 49)، فقد " أنزلنا اليك آيات بينات " (البقرة 99)، بل قد " أنزلناه آيات بينات " (الحج 16). لكنها " بينات من الهدى والفرقان " (البقرة 185) اي، بحسب اصطلاحه، من الكتاب وتفصيله في الفرقان. فقد " آتينا عيسى ابن مريم البينات " (البقرة 87 و 253)، ومن قبل " جاءهم موسى بالبينات " (العنكبوت 39 ؛ قابل البقرة 92). فليس الاعجاز في البيان ميزة انفرد بها القرآن على الانجيل و التوراة : فقد " أرسلنا رسلنا بالبينات " (انظر الصف 6)، وقد " جاءتهم رسلنا بالبينات " (المائدة 32 ؛ الاعراف 101). لكن البيان القرآني فيه متشابه بحاجة الى تأويل، بسبب تعبيره المتشابه في البيان والتبيين . نستدل على ذلك ببعض فصول من (الاتقان) للسيوطي، خاتمة المحققين في العصر الذهبي منها ما يرجع الى بيان لفظه؛ ومنها ما يرجع الى بيان معناه . |