السابق

الفصل الثالث

المعجزة الشخصية

توطئة عامة

نواحى الإعجاز فى الرجل و النبى و الرسول

تلك النواحى الثلاث ، ثلاثة أنواع من المعجزات . كل نوع منها ، إن صح حتى الإعجاز ، فهو شهادة إلهية لصاحبها . فلا يكفى أن يكون الرجل " أسوة حسنة " حتى نشهد له بمعجزة القداسة فى السيرة . و لا يكفى أن يكون " النبى " داعية لله ، و مبلغا " لرسالات " ربه حتى نعترف له بمعجزة النبوة . و لا يكفى أن يكون الرسول مؤسس دين حتى نقر له بمعجزة الرسالة . و التاريخ خير شاهد للفصل بين عمل من العبد ، و عمل معجز من قبل الله .

الإعجاز فى السيرة هو ما يسمونه فى الأديان معجزة القداسة . و هى معجزة أفضل من سائر المعجزات الحسية . و هى التى تجعل الرسول مثالا حيا لرسالته ، و " أسوة حسنة " لشريعته . فالبطولة فى الدعوة ، و العبقرية فى تكوين أمة ، لا تكفيان للشهادة بمعجزة القداسة .

إنشاء أو نشر دين قد يكون " نبوة " تنقل أمة من الشرك الى التوحيد . لكن للنبوة بالمعنى الحصرى صقات و أحوال ذاتية هى الإعجاز فى النبوة الذى يجعلها معجزة من الله ، لا

تخفى معالمها على أحد . فليس كل إنباء عن الله وحيا و تنزيلا ، و ليست كل " أنباء الغيب " نبوة صحيحة جديدة من الله . فالإعجاز فى النبوة هو معجزة النبوة .

و الرسول مرآة رسالته فى ذاته و فى سلوكه و فى دعوته . نواحى " البشرية " القائمة فى كل نبى أو رسول من الناس لا تقلل من صحة نبوته و رسالته . لكن الإعججاز فى الرسالة ، و فى طرق تبليغها ، و فى أسلوب الدعوة لها ، هو معجزة الرسالة .

ففى ثلاثة أجزاء من هذا الفصل نرى :

 

الإعجاز فى السيرة ، و هو معجزة القداسة .
الإعجاز فى النبوة ، و هو معجزة النبوة .
الإعجاز فى الرسالة ، و هو معجزة الرسالة

السابق