بحث خامس في الافراد والجمع (الإتقان 2: 193)الافراد والجمع مخصوصان بالأحدية والعددية. لذلك يجمع السماء ويفرد الأرض وشذ قوله : " الله الذي خلق سبع سموا ت، ومن الأرض مثلهن " (الطلاق12) فقد جعل الأرض سبع أرضين، ولا مثيل فيه لهذه الآية. " أخرج ابن ابي حاتم وغيره لن أبي بن كعب قال : كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء فيه من الريح فهو عذاب... وقد خرج على هذه القاعدة قوله تعالى في سورة يونس (وجرين بهم بريح طيبة)، فلما شذ قيدها بصفة. وذكروا : " حيث ورد الأخ مجموعاً، فى النسب، قيل "اخوة"؛ وفى الصداقة قيل "اخوان". لكن ورد فيه في الصداقة : " إنما المؤمنون اخوة"؛ وفي النسب : " أو اخوانهن أو بني اخوانهن، أو بيوت اخوانكم ". والقاعدة مقابلة الجمع بالجمع، إما عن طريق مقابلة كل فرد من هذا بكل فرد من هذا، كقوله : " واستغشوا ثيابهم" اي استغشى كل منهم ثوبه؛ " حرمت عليكم امهاتكم " اي على كل من المخاطبين أمه؛ وإما عن طريق ثبوت الجمع لكل فرد كقوله : " فاجلدوهم ثمانين جلدة ". لكن " تارة يحتمل الأمرين فيحتاج الى دليل يعي ّ ن أحدهما". " وأما مقابلة الجمع بال م فرد، فالغ ا لب ان لا يقتضي تعميم المفرد؛ وقد يقتضيه كما في قوله تعالى : " وعلى الذين يطيقونه فدية : طعام مسكين"- المعنى على كل واحد، لكل يوم طعام مسكين". وهكذا فالبيان عنده في القرائن أكثر منه في تعابير القرآن. |