بحث سابع "في الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل"(الإتقان 1: 199) يعطي السيوطي المبدأ : " الاسم يدل على الثبوت والاستمرار؛ والفعل يدل على التجدد والحدوث. ولا يحسن وضع أحدهما موضع الآخر ". وفي القرآن من اعجاز التعبير فيهما الشيء الكثير. لكن فيه ما يخرج عن القاعدة، بدون نكتة ظاهرة، كقوله : " يخرج الحي من الميت، ومخرج الميت من الحي " (الانعام95)؛ أو كقوله : " ي ُ خرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي" (يونس 31 ؛ الروم19). فلم يقصدوا الى نكتة بيانية في التنوع، كما قصدوا الى التمييز بين الآيات. وتوصلوا الى هذه النتيجة : " وكذلك التقوى والاسلام والصبر والشكر والهدى والعمى والضلالة والبصر—كلها لها مسميات حقيقية أو مجازية تستمر وآثار تتجدد وتنقطع، فجاءت بالاستعمالين". لكن الواقع القرآني لا يستمر في ذلك، كقوله : " ثم إنكم بعد ذلك لميتون"—والموت يكون مرة واحدة؛ وكقوله : " ثم انكم يوم القيامة تبعثون " والبعث يكون مرة واحدة؛ وكقوله : " الذين هم من خشية ربهم مشفقون "- مع قوله : " والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ". فليس الثبوت والاستمرار من دلالة الاسم فيه، ولا التجدد والحدوث من دلالة الفعل فيه." وقال ابن المنير : طريقة العربية تلوين الكلام، ومجيء الفعلية تارة، والاسمية اخرى، من غير تكلف لما ذكروه". |