التالي

خاتمة

الاعجاز في البلاغة ليست معجزة إلهية

هذا هو القصص القرآني في تكرار نظائره. انها عشر قصص قد ترد بالمعنى الواحد والحرف الواحد، مع تفنّن في تعبير، أو تفنن في اسلوب؛ تارة بايجاز وطوراً بإسهاب؛ حيناً من أولّها، وحيناً من ظرف من ظروفها. لكنه هو التكرار بعينه، وقد يأتي بلا نكتة جديدة فيه.

نقل السيوطي : " وذكر في تكرير القصص فوائد : منها ان في كل موضع زيادة شيء لم يذكر في الذي قبله، أو ابدال كلمة بأخرى وهذه عادة البلغاء. ومنها (ايصال الدعوة للجميع). ومنها ان في ابراز الكلام الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة ما لا يخفى من الفصاحة. ومنها أن الدواعي لا تتوفر على نقلها كتوفرها على نقل الاحكام؛ فلهذا كُررت القصص من دون الاحكام … .. ومنها ان القصة الواحدة لمّا تكررت كان في ألفاظها في كل موضع زيادة ونقصان، وتقديم وتأخير ، وأتت على اسلوب غير اسلوب الآخر، فأفاد ذلك ظهور الأمر العجيب في اخراج المعنى الواحد في صور متباينة في النظم " .

فالقصص القرآني في الموضوع الواحد هو " اخراج المعنى الواحد، في صور متباينة من النظم " ، " في كل موضع زيادة ونقصان، وتقديم وتأخير " . فهل هذا التكرار يغير من الموضوع شيئاً، أو من ال م عنى شيئاً ؟ وهل التفنن البياني في التعبير والاسلوب، في موضوع

واحد و معنى واحد، هو الهدى الذي يريده اللّه لعباده ؟ أتقوم معجزة اللّه على صحة دينه وحذق رسول على التفنن البياني في التعبير والاسلوب ؟ هذا البيان نفسه الذي تشوبه ش بهة التكرار لا يصح معجزة الهية في البلاغة والبيان.

________________________

(1) الاتقان 2: 68

التالي