التالي

بحث أول

في ذات الله وصفاته

اولاً: في حجج الصفاتية القائلين بإثبات الصفات والجهة لله

1 - في حجج المثبتين للجهة، وهو على خمسة الفاظ: العرش والسماء وفوق وعند والى.

1 ) " أما الاستواء على العرش ففي سبعة مواضع: (في الأعراف) ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش. (وفي اول يونس) إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش. (وفي اول ال رعد) الله الذي رفع السماوات بغير عَمَد ترونها ثم استوى على العرش. (وفي أول طه) الرحمن على العرش استوى. (وفي أول السجدة) الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش. (وفي أول الحديد) هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ، ثم استوى على العرش. (وفي الفرقان) الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش، الرحمن".

"قال مقاتل والكلبي: استوى اي استقر".

2 ) " وأما ذكر العرش ، ففي القرآن، في أحد وعشرين موضعاً. سبعة ما ذكرنا. والباقي: (في التوبة) عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. (وفي هود) وكان عرشه على الماء. (وفي قد أفلح) قلْ: مَن رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم؟ (وفيها) لا إله الاّ هو، رب العرش الكريم. (وفي النمل) الله، لا إله الاّ هو، رب العرش العظيم. (وفي بني إسرائيل) إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً. (وفي الأنبياء) فسبحان الله رب العرش عما يصفون. (وفي الزمر) وترى الملائكة حافين من حول العرش، (وفي حم المؤمن) الذين يحملون العرش، ومن حوله يسبحون بحمد ربهم. (وفيها) رفيع الدرجات ذو العرش. (وفي الزخرف) سبحان رب السماوات والأرض، رب العرش، عما يصفون. (وفي الحاقة) ويحمل

عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية. (وفي البروح) ذو العرش المجيد، فعّال لما يريد. (وفي التكوير) ذي قوة عند ذي العرش مكين.

3) " وأما السماء : ففي خمسة مواضع. (في النمل) قل لا يعلم من في السماوات والأرض، الغيب، إلاّ الله – (ولو لم يكن هو في السماء لما صح الاستثناء؛ ولو كان الاستثناء منقطعاً لكان نصباً). (وفي السجدة) يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج إ ليه (وفي المؤمن) وقال فرعون: يا هامان ابن لي صرحاً لعلّي لبلغ الأسباب، أسباب السماوات، فأطلع الى اله موسى، وإني لأظنه كاذباً – (ولو قالها من نفسه، لا من موسى، لنفى الهاً آخر، كما قال: ما علمت لكم من اله غيري – (وفي الملك) أأمنتم مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض. (وفيها) أم امنتم مَن في السماء ان يرسل عليكم حاصباً.

4) "وأما فوق ، ففي خمسة مواضع: (في الانعام) وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير. (وفي النحل) يخافون ربهم من فوقهم. (وفي الفتح) يد الله فوق ايديهم. (وفي حمعسق) تكاد السماوات يتفطرن من فوقه ن . (وفي الانعام) وهو القاهر فوق عباده، ويرسل عليكم حفظة.

5) "وأما عند ، ففي عشرة مواضع: (في الاعراف) ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته، ويسبحونه وله يسجدون. (وفي الحج) وان يوماً عند ربك كألف سنة ممّا تعدون. (وفي الأنبياء) لو اردنا ان نتخذ لهًوا، لاتخذناه من لدنّا، إن كنّا فاعلين – (اي لو أردنا ان نتخذ زوجة لجعلناها عندنا لا عندكم) – (وفيها) وله مَن في السماوات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. (وفي حم السجدة) فإن استكبروا، فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار، وهم لا يسأمون. (و ف ي الزخرف) وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً. (وفي اقتربت الساعة) إن المتقين في جنات ونهر، وفي مقصد صدق، عند مليك مقتدر. (وفي ق) وعندنا كتاب حفيظ. (وفي التحريم) رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة . (وفي ن) ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم.

6) "وأما إلى ، ففي عشرة مواضع. (في آل عمران) إذ قال لله، يا عيسى أنى متوفيك ورافعك إليّ. (وفي النساء) وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله اليه. (وفي القصص) وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري، فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلّي

اطّلع الى اله موسى، واني لأظنه من الكاذبين. (وفي السجدة) ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة ممّا تعدّون. (وفي الملائكة) اليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه. (وفي المعا ر ج) ليس له دافع من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح اليه. (وفي النجم) ان الى ربك المنتهى. (وفي النازعات) الى ربك منتهاها. (وفي الغاشية) ان الينا ايابهم. (وفي المؤمن) فإلينا يرجعون.

"وقعة المعرج من أقوى احتجاج: ثم دنا فتدلّى، فكان قاب قوسين أو أدنى .

" فذلك كله ثمانية وخمسون دليلاً على ثبوت المكان والجهة".

2 – في الوجه

"وذلك في عشرة مواضع: (في القصص) كل شيء ها لك إلاّ وجهه. (وفي الروح) ذلك خير للذين يريدون وجه الله. (وفيها) وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله. (وفي الرحمن) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. (وفي البقرة) فأينما تولوا فثمّ وجه الله. (وفي الانعام) يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله. (وفي الكهف) يريدون وجهه. (وفي الرعد) والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم. (وفي الانسان) انما نطعمكم لوجه الله. (وفي الليل) وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى".

3 – في العين

"وذلك في خمس آيات: (في هود) واصنع الفلك بأعيننا ووحينا. (وفي قد افلح) فأوحينا اليه ان اصنع الفلك بأعيننا ووحينا. (وفي طه) وألقيت عليك محبةً مني، ولتصنع على عيني. (وفي الطور) واصبر لحكم ربك، فإنك بأعيننا. (وفي اقتربت الساعة) تجري بأعيننا ".

_______________________

( 1 ) هنا خاب ظنه: فالذي دنا وتدلى ليس الله تعالى، بل ملاك الوحي

________________________

4 – في اليد

"وذلك في عشر آيات، بلفظ الوحدان في اربعة مواضع، والتثنية في موضعين، والجمع في موضعين، واليمين في موضعين.

"(ففي المائدة) بل يداه مبسوطتان. (وفي ص.) يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديَّ . (وفي الاعراف) ألهم أرجل يمشون بها؟ أم لهم أيد يبطشون بها؟ أم لهم اعين يبصرون بها؟ أم لهم آذان يسمعون بها؟ - (عيَّرهم بعدم هذه الصفات) – (وفي ياسين) أو لم يروا أنا خلقنا لهم ممّا عملت ايدينا انعامًا. (وفي الزمر) والسماوات مطويات بيمينه. (وفي الفتح) يد الله فوق ايديهم. (وفي الحديد) وان الفضل بيد الله يؤتيه مَن يشاء. (وفي الملك) تبارك الذي بيده الملك. (وفي آل عمران) بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير" (وفي الحاقّة) لأخذنا منه باليمين".

5 – في سائر الصفات

"1) (في المائدة) تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك. (وفي طه) واصطنعتك لنفسي . 2) (وفي البقرة) هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، والملائكة. (في الانعام) هل ينظرون إلاّ ان تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك ، ، أو يأتي بعض آيات ربك. (وفي الفجر) وجاء ربك والملك صفاً صفاً. 3) (وفي الزمر) وأشرقت الأرض بنور ربها. (وفي النور) الله نور السماوات والأرض".

تلك فصول خمسة يثبت فيها الصفاتية من أهل السنة والجماعة، الصفات لله، والجهة والمكان، وتعابير الوجه والعين واليد، وتعابير الاستواء والمجيء، دلائل التشبيه والتجسيم في اسلوب القرآن في التعبير والتقكير، بوصف ذات الله وصفاته، وان كان "ليس كمثله شيء". فالذين يقولون باعجاز القرآن في التنزيه والنجريد يصطدمون بهذا الواققع القرآني. وبهذه المدرسة، من أهل السنة، الذين يقولون بحرف القرآن، على ظاهره، منذ ابن تيمية الى اليوم.

ثانياً: في حجج الجهمية (المعتزلة) القائلين بنفي الصفات والجهة المعنية

•  في حجج النافين للجهة المعنية

"(في الانعام ) وهو الله في السماوات وفي الأرض. (وفي الزخرف) وهو الذي في السماء اله، وفي الأرض اله، وهو الحكيم العليم. (وفي البقرة) أينما تولوا فَثمَّ وجه الله".

•  في حجج القائلين بالقرب الذاتي (لا المكاني)

"(في البقرة) واذا سألك عبادي عني فإني قريب. (وفي هود) ان ربي قريب مجيب. (و ف ي مريم) وناديناه من جانب الطور الأيمن، وقربناه نجياً. (وفي ٌ) ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. (وفي الواقعة) ونحن اقرب اليه منكم، ولكن لا تبصرون".

•  في حجج القائلين بأن مع كل أحد ذاتاً (القرب المعنوي)

"(في البقرة) واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين.(وفي الانفال) والله مع الصابرين. (وفي النحل) إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون. (وفي التوبة) لا تحزن ان الله معنا. (وفي طه) قال: لا تخافا اني معكما. (وفي الشعراء) فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون. (وفيها) كلاّ، ان معي ربي سيهديني. (وفي الانفال) وان الله مع المؤمنين. (وفي النساء) ولا يستخفون من الله، وهو معهم. (وفي محمد صلّى الله عليه وسلّم) والله معكم ولن يتركم أعمالكم. (وفي الحديد) وهو معكم أينما كنتم. (وفي المجادلة) ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم، ولا خمسة الاّ هو سادسهم، ولا ادنى من ذلك ولا أكثر، إلاّ هو معهم أينما كانوا".

•  في حجج القائلين بأنه تعالى ليس في مكان

"(في الرعد) أفمن هو قائم على نفس بما كسبت. (وفي النور) حتى اذا جاءَه لم يجده شيئاً، ووجد الله عنده. (وفي القصص) فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة، أن يا موسى: اني انا الله رب العالمين. (وفي الفجر) ان ربك

لبالمرصاد. (وفي النحل) فأتى الله بنيانهم من القواعد. (وفي الحشر) فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. (وفي العنكبوت) وقال: إني مهاجر الى ربي، انه هو العزيز الحكيم. (وفي الصافات) وقال: أني ذاهب الى ربي سيهدينِ".

فتلك ابواب أربعة في حجج أهل التأويل، يستندون اليها لينفوا عن الله الصفات والجهة والمكان والتشبيه والتجسيم. وهم يعتمدون الى التعبير المجازي في وصف القرآن لذات الله وصفاته.

لكنك ترى ان تعابير الحقيقة والتشبيه، أكثر في القرآن من تعابير المجاز والتجريد. وهذا الواقع القرآني المتعارض هو الذي قسم الأمة الى أهل الظاهر وأهل التأويل، لتعارض الحقيقة بين العقل والنقل؛ "وكل حزب بما لديهم فرحون". فتعليم القرآن في صفات الله وذاته متشابه متعارض، على رأي المدرستين.

____________________________

(1) في تحقيق النص سقط لفظ (ليس)، فاشتبه ال ف صل، لكن استشهاد الجهمية والمعتزلة يدل عليه

التالي