التالي

خاتمة

نظم القرآن من نظم الكتاب

ترتيب الكلام كما يقتضيه النظم الظاهر يزيد النظم بروزاً وبياناً. وبهذا الترتيب يظهر لنا عجيب نظم القرآن الذى حارت فيه العقول. ولكن نصل الى سر الاعجاز فى هذا النظم الممتاز.

إنه، كما هو الظاهر والواقع، النظم الآرامى الذى أخذه النبى مع الذكر عن أهل الذكر، ونزل به القرآن.

فسور القرآن مثل سور الزبور أناشيد متنوعة، فيها جميع فنون البيان ، وجميع فنون النظم من تربيع وتخميس وتثليث، لكن يغلب على اسلوب النظم الرباعيات، فى لغة النظم الأرامى، أو الثنائيات فى لغة النظم العربى.

وهذه هى النتيجة التى نصل اليها فى اسلوب النظم القرآنى: نظم القرآن من نظم الكتاب، فى النبيين والزبور والانجيل. إن نظم القرآن قائم، مثل نظم الكتاب، على الوزن المرسل مع الفاصلة، لا على الوزن المقيد والقافية الواحدة كالشعر العربى. هذا هو سره. فإن كان معجزاً بالنسبة الى النظم العربى المألوف، فهو ليس كذلك بالنسبة إلى النظم فى الكتاب. فقوله: " هذا ذكر مَن معى وذكر من قبلى" صحيح موضوعاً وبياناً واسلوباً ونظماً.

التالي