القسم الأول المعجزة الحقيقية هل يشهد القرآن لمحمد بمعجزة ؟ " و ما منع الناس أن يؤمنوا ... إلا أن تأتيهم سنة الأولين " ( الكهف 55 ) " فأتونا بسلطان مبين " ( إبراهيم 10 ) أنواع المعجزة المعجزة عمل خارق يفوق طاقة المخلوق ، و لا يمكن أن يأتيه إلا الله وحده بواسطة نبيه ، لكى يشهد له فى نبوته و رسالته . و المعجزة على أنواع . و قد درسناها فوجدناها اثنتى عشرة معجزة ، جمعناها فى ستة أبواب . فقد تكون المعجزة عملا خارقا لطاقة الانسان ، و هى ما أسموه " المعجزة الحسية " ، و قد تكون نبأ من الغيب تفوق معرفته طاقة البشر ، و هذه هى " النبوة " حصرا ، أى المعجزة الغيبية . و قد تكون المعجزة فى شخصية النبى : اعجاز فى السيرة ، و اعجاز فى النبوة ، و اعجاز فى الرسالة . و هذه هى المعجزة الشخصية . و قد تكون المعجزة فى ظروف الدعوة : اعجاز فى حال النبى مثل " أمية محمد " – هذا الواقع نبحثه فى القسم الثانى – اعجاز فى ظروف البيئة ، من زمان الدعوة و مكانها ، اعجاز فى صفة الدعوة ، من شمول و كمال ، تتحدى كل ما سبقها ، اعجاز فى " حفظ " الدعوة و كتابها من عاديات الدهر . هذا ما اسميناه المعجزة الظرفية . و المعجزة الاولى تكون فى ذات الوحى المنزل ، من اعجاز فى التنزيل ، إلى اعجاز فى التأليف . تلك هى المعجزة الذاتية . و المعجزة الكبرى تكون فى التعليم ، موضوع الوحى و التنزيل : اعجاز فى الهدى و العقيدة ، اعجاز فى الشريعة ، اعجاز فى العلم بغيب " الكونيات " ، اعجاز فى التاريخ ، يكشف أخبار الخلق و التكوين ، أو أخبار الامم و الانبياء الغابرين ، كما يفعل القرآن فى قصصه ، أو يكشف أوصاف اليوم الاخر و المعاد . تلك هى المعجزة التعليمية أو الموضوعية . فى ذلك تكون المعجزات الحقيقية ، بأنواعها الاثنى عشر . فهل يشهد القرآن لمحمد بمعجزة من هذه المعجزات ؟ إننا نسأل الشاهد الاوحد و المعصوم ، القرآن نفسه ، فعنده " القول الفصل ، و ما هو بالهزل " كما فى غيره ( الطارق 13 – 14 ) |