بحث أول تأليف القرآن في تنزيله أولا : تنزيله آيات ينقل السيوطي (الاتقان 44:1) "الذي استقرِئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أنّ القرآن كان ينزل بحسب الحاجة ، خمس آيات ، وعشر آيات ، وأكثر وأقل . وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة ، وصح نزول عشر آيات من أول (المؤمنين) جملة ، وصح نزول " غير أولي الضرر " وحدها ، وهي بعض آية ، وكذا قوله "وإن خفتم عيلة" الى آخر الآية نزلت بعد نزول أول الآية وذلك بعض آية . "عن عكرمة : انزل الله القرآن نجوما ثلاث آيات ، وأربع آيات ، وخمس آيات . "وقال النكزاوي : كان القرآن ينزل مفرّقا : الآية والآيتين والثلاث والأربع ، وأكثر من ذلك" . ثانيا : تعليمه آيات وقد عمل الصحابة في تلقين القرآن وتعليمه بحسب مبدأ نزوله : "وما اخرجه ابن عساكر قال : كان أبو سعيد الخدري يعلّمنا القرآن خمس آيات بالغداة ، و خمس آيات بالعشي . ويخبر ان جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات . "وما أخرجه البيهقي عن عمر قال : تعلّموا القرآن خمس آيات خمس آيات ، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا . ومن طريق ضعيف عن علي قال : أُنزِل القرآن خمسا خمسا – إلاّ سورة الأنعام(1) – ومَن حفظ خمسا خمسا لم ينسه . "فالجواب ان معناه – إن صح القاؤه الى النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدر – حتى يحفظه ثم يلقى اليه الباقي ، لا انزاله بهذا القدر خاصة" . فالشهادة المتواترة عن الصحابة ان القرآن كان ينزل مفرّقا ، نجوما ، من آية الى اثنتين فما فوق ؛ ولم يتجاوز العشر آيات مرة واحدة . ولم يذكروا نزول عشر آيات جملة إلا مرتين في حديث الافك من سورة (النور) ، وفي مطلع سورة (المؤمنين) . وهكذا فإن اسلوب التنزيل نفسه ، بحسب مناسبات السيرة وظروف الدعوة ، دليل على التفكّك في تأليفه الخاضع لظروف المناسبات المختلفة . والتأليف في التنزيل بحسب المناسبات المختلفة شبهة على الاعجاز في التأليف . |