خاتمة القرآن في الهدى والعقيدة تابع لا متبوعوالقول الفصل ، في هذا الفصل ، أن الإعجاز الحق يكون أولا في التنزيل ثم في هداه . وفي الهدى يدعو القرآن الى إسلام "أولي العلم قائما بالقسط" الى دين موسى وعيسى معًا الذي يشرعه للعرب ، لكي يهديهم "إلى سنن الذين من قبلكم" ؛ فليس فيه من كشف جديد في العقيدة الإلهية التي تقتصر على الاخلاص في التوحيد ، بالخلاص من الشرك وليس من إعجاز في الدعوة للتوحيد ، بمكة . وليس من إعجاز في قيام محمد نفسه بهذه الدعوة ، فقد ظل طول العهد بمكة يتردّد بين الايمان والشك من نفسه ومن أمره ومن صحة قرآنه . وقد كان الكتاب "إمامه" في الهدى والبيان ، على "المثل" الذين شهد به شاهد من بني اسرائيل النصارى . فالقرآن يتحدى بالإعجاز في الهدى ، قبل التحدي بالإعجاز في حرفه : قل : فأتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما أتبعه ، إن كنتم صادقين" (القصص 49) . فنص التحدّي بالهدى ، "أهدى منهما" يسقط عنه دعوة الإعجاز في الهدى . إن الإعجاز في الهدى هو في "الإمام" الذي أُمر أن "يقتدي" "بالمثل" عنه . إن القرآن في الهدى والعقيدة تابع لا متبوع . والاعجاز هو للمتبوع قبل التابع . |