بحث ثامن الإعجاز في الإسلام"دين الحق" ، "دين القيّمة" ملة ابراهيم حنيفا ، الدين الذي يشرعه القرآن للعرب ، يسميه الاسلام . ويظنون أن الاسلام في لفظه ، كما في معناه ، من الاعجاز في التنزيل القرآني . وفاتهم أن الاسلام في لفظه ومعناه ، بنص القرآن القاطع ، هو من قبل محمد القرآن : "هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا" القرآن (الحج 78) . نستنتج من القرائن القرآنية والتاريخية أن النصارى من بني اسرائيل ، بعد هجرتهم المرغمة الى الحجاز ، أخذوا يدعون العرب الى دينهم . ولإيلاف العرب الى دعوتهم سموها أولا الحنيفية ، ملة ابراهيم ، جدَ العرب المستعربة في الحجاز بواسطة اسماعيل . فلمّا أينعت الدعوة أطلقوا عليها اسم "الاسلام" قبيل الدعوة القرآنية . فجاء القرآن – "وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله" – يشهد بشهادتهم أن الدين عند الله الاسلام : "شهد الله أن لا إله إلاّ هو ، والملائكة ، وأولوا العلم قائما بالقسط – لا إله إلا هو العزيز الحكيم – أن الدين عند الله الاسلام" (آل عمران 18 – 19) . نعرف من اصطلاح القرآن المتواتر أن "أولي العلم" مرادف لأهل الكتاب من يهود ونصارى . وهو يقسم أهل الكتاب ، أولي العلم ، الى طائفتين : أولي العلم الظالمين وهم اليهود ، وأولي العلم المقسطين ، وهم النصارى من بني اسرائيل . فهؤلاء النصارى هم الذين يشهدون مع الله وملائكته "أن الدين عند الله الإسلام" وذلك بنص القرآن القاطع ، الذي يعتبر شهادتهم من شهادة الله وملائكته . والقرآن يدعو الى شهادتهم في الاسلام . لذلك يختلف معه أهل الكتاب من اليهود في الاسم ومعناه : "وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ، إلاّ من بعد ما جاءَهم العلم بغيًا بينهم – ومَن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب . فإن حاجّوك فقل : أسلمتُ وجهي ومَن اتّبعني" (آل عمران 19 – 20) . والدعوة لاسلام النصارى من بني اسرائيل ، أولي العلم المقسطين ، هي التي يوجهها لليهود والمشركين الأميّين : "قل للذين أوتوا الكتاب (اليهود) والأميّين : أأسلمتم ؟ فإن أسلموا فقد اهتدوا ؛ وإن تولّوا ، فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعبادة" (آل عمران 20) . وبما أن القرآن يدعو للاسلام بدعوة النصارى من بني اسرائيل ، أولي العلم المقسطين ، فهل في دعوته من الاعجاز في الاسلام ؟ |