نجّار . . وأعظم

تـمهيد

ما الذي يـميّز المسيح؟

رب أم كذاب أم مجنون؟

ماذا عن العلـم؟

هل يمكن الإعتماد على الأسفار الكتابية؟

من لديه استعداد للموت من أجل كذبة؟

ما الفائدة من مسيح ميت؟

هل سمعت بـما حدث لشاول؟

هل يمكن أن يرى تقيّك فساداً؟

فليتفضل المسيح الحقيقي بالوقوف والإعلان عن نفسه!

أليست هنالك طريقة أخرى؟

لقد غيّر حياتي

مسابقة الكتاب

أسئلة من كتاب نجار .. وأعظم

أجب على هذا السؤال وأنت من تقول إني أنا؟

الصفحة الرئيسية
فليتفضل المسيح الحقيقي بالوقوف!

كان ليسوع المسيح وثائق اعتماد مختلفة لإثبات إعلانه بأنه المسيح المنتظر، ابن اللـه. وسأبحث في هذا الفصل إحدى هذه الوثائق التي يجري غالباً إغفالـها. وتتعلق بإحدى أعمق الحقائق، ألا وهي تحقق النبوءات في حياته.
استشهد يسوع مراراً وتكراراً بنبوءات العهد القديم لإقامة الحجة على مزاعمه بأنه المسيح المنتظر. تقول كلمة اللـه في غلاطية 4:4 "ولكن لمّا جاء ملء الزمان أرسل اللـه ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس." نجد هنا دليلاً على النبوءات التي تمت وتحققت في يسوع المسيح." ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لـهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" لوقا 27:24. قال يسوع لهم: "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بدّ أن يتمّ جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لوقا 44:24). قال "لأنكم لو كنتم تصدّقون موسى لكنتم تصدّقونني لأنه هو كتب عني" (يوحنا 46:5). وقال "ابراهيم تهلل بأن يرى يومي" (يوحنا 56:8). وقد ركز الرسل، كتّاب العهد الجديد، على تحقيق النبوءات لإثبات مزاعم يسوع بأنه ابن اللـه والمخلص والمسيح. "وامّا اللـه فما سبق وانبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألـم المسيح قد تممه هكذا" (أعمال 18:3). "فدخل بولس اليهم حسب عادته وكان يحاجّهم ثلاثة سبوت من الكتب موضحاً ومبيناً أنه كان ينبغي أن المسيح يتألـم ويقوم من بين الأموات. وأن هذا هو المسيح يسوع الذي أنا انادي لكم به" (أعمال 2:17-3). 
"فإنني سلّمت اليكم في الأول مـا قبلته انا ايضاً ان المسيـح مـات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب." (1 كورنثوس 3:15-4).
توجد في العهد القديم ستون نبوءة رئيسية وحوالي مائتان وسبعون نبوءة فرعية مختصة بالمسيح المنتظر، تحققت كلها في شخص واحد وهو يسوع المسيح. ومن المفيد أن ننظر الى كل هذه النبوءات المتحققة في المسيح "كعنوان" له. ربما لـم تلحظ أهمية التفاصيل المتعلقة باسمك وعنوانك، غير أن هذه التفاصيل هي التي تميزك عن بلايين البشر الذين يسكنون هذا الكوكب.

عنوان في التاريخ 

ولقد كتب اللـه "عنواناً" في التاريخ اكثر تفصيلاً ليميّز ابنه، المسيح المنتظر، مخلص الجنس البشري، عن أي شخص آخر عاش في التاريخ سواء كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. ويمكننا أن نجد تفصيلات هذا العنوان في العهد القديم الذي كتب على مدى فترة تزيد عن ألف سنة. يحتوي العهد القديم على أكثر من ثلاثـمائة إشارة حول مجيئه. وإذا استخدمنا علـم الإحتمالات، فإن فرصة إتمام ثـماني وأربعين منها على شخص واحد هي 1 من 10 أس 157.
ومما يزيد من صعوبة مهمة مطابقة العنوان الذي وضعه اللـه لشخص واحد هو أن كل النبوءات المتعلقة بالمسيح المنتظر قد قيلت قبل ما لا يقل عن اربعمائة عام من الموعد المعين لمجيئه. ربما لا يوافق البعض على هذا فيقولون بأن هذه النبوءات كتبت بعد زمن المسيح ولفّقت لتتفق مع حياته. وقد تبدو هذه الفكرة معقولة الى ان ندرك أن الترجمة السبعينية اي الترجمة اليونانية للعهد القديم العبري قد تمت ما بين 150-200 ق. م. تظهر هذه الترجمة اليونانية أنه كانت هنالك فجوة مائتي عام على الأقل بين النبوءات المسجّلة وتحققها في المسيح.
من المؤكد ان اللـه كتب "عنواناً" في التاريخ لا يمكن أن يحققه إلاّ المسيح. لقد ادعى حوالي اربعون شخصاً انهم المسيح المنتظر من اصل يهودي. ولكن واحداً فقط استشهد بالنبوءات التي تحققت فيه لإثبات مزاعمه. وقد كان لديه من اوراق الإعتماد والبراهين ما يدعم هذه المزاعم. 
ما هي بعض هذه التفاصيل؟ وما هي بعض الحوادث التي كان لا بدّ ان تسبق ظهور ابن اللـه وتتزامن معه؟
علينا ان نرجع أولاً الى سفر التكوين 15:3 حيث نجد أول نبوة عن المسيح المنتظر. يتحدث الكتاب المقدس عن شخص وحيد "يولد من نسل المرأة" - بينما الآخرون مولودون من نسل آدم. نجد هنا أن نسل المرأة سيأتي الى العالـم ويبطل أعمال الشيطان (يسحق رأس الحية).
نجد في الإصحاحين التاسع والعاشر من سفر التكوين بأن اللـه قد ضيّق هذا العنوان وزاده تحديداً. كان لنوح ثلاثة أبناء: سام ويافث وحام. ويمكننا اليوم ان نرجع أصل كل أمم الأرض الى هؤلاء الرجال الثلاثة. لكن اللـه استثنى ثلثيهما من نسب المسيح. فقد قرر أن المسيح سيأتي من ذرية سام.
ثمّ نجد ان اللـه الذي استمر يعمل عبر التاريخ يختار رجلاً من أور الكلدانيين يدعى ابراهيم. وقد اصبح اللـه اكثر تحديداً في وعده بأن المسيح سيكون أحد أحفاده. وقال اللـه بأن كل قبائل الأرض وأممها ستتبارك من خلال ابراهيم. كان لابراهيم ابنان: اسحق واسماعيل. غير ان كثيرين من نسل ابراهيم لـم يُشملوا بالوعد عندما اختار اللـه ابنه الثاني اسحق.
كان لاسحق ولدان: يعقوب وعيسو، فاختار اللـه نسل يعقوب. وكان ليعقوب إثنا عشر ولداً جاء منهم اسباط اسرائيل الإثنا عشر، لكن اللـه اختار سبط يهوذا ليأتي المسيح من نسله مستثنياً بذلك بقية الأسباط. ومن بين سبط يهوذا، وقع الإختيار الإلـهي على نسل يسّى. ويستطيع المرء هنا ان يرى تعاظم فكرة الإحتمالات.

كان ليسّى ثـمانية أولاد. لكننا نجد في 2صموئيل 12:7-16 وإرميا 5:23 بأن اللـه استثنى سبعة أثـمان نسل يسّى من نسب المسيح. فنحن نقرأ بأن رجل اللـه هذا لن يكون فقط من نسل المرأة، وذرية سام، ومن الأمة اليهودية، ومن ذرية اسحق ويعقوب وسبط يهوذا، ولكنه سيكون ايضاً من بيت داود.
تقول نبوة يرجع تاريخها الى عام 1012 ق. م. بأن يدي هذا الرجل ورجليه ستثقبان (أي أنه سيصلب). ولقد كتب هذا الوصف قبل 800 عام من بدء تبنّي الرومان لعقوبة الصلب.
ويضيف إشعياء 14:7 بأنه سيولد من عذراء: أي أنه ستكون هنالك ولادة طبيعية لحمل غير طبيعي. وهذا أمر أو مقياس يتجاوز حدود التخطيط والسيطرة البشرية. تصف نبوءات كثيرة مسجّلة في إشعياء والمزامير المناخ الإجتماعي الذي سيعيش فيه رجل اللـه هذا، وردود الفعل التي سيواجهها: فسترفضه خاصته، أي اليهود، وسيؤمن به الأمميون وسيكون هناك من سيسبقه ليعد له الطريق (إشعياء 3:40، ملاخي 1:3)، صوت صارخ في البرية يعد طريق الرب، وهو يوحنا المعمدان.
ثلاثون قطعة من الفضة

لاحظ أيضاً ان هنالك نبوءات فرعية سبعة تساهم في تضييق هذا العنوان. يشير اللـه في أن المسيح: 1) سيتعرض للخيانة (مزمور 9:41) 2) من قبل صديق (مزمور 13:55) 3) مقابل ثلاثين قطعة 4) من الفضة (زكريا 12:11) وأنها سوف 5) تلقى على أرض 6) الـهيكل و 7) تستخدم في شراء حقل فخاري (زكريا 13:11).
نجد في ميخا 2:5، أن اللـه يحدد مدينة بيت لحم التي يقل عدد سكانها عن الألف نسمة لتكون مسقط رأس المسيح المنتظر مستثنياً بذلك كل مدن الأرض الأخرى.
ثمّ يحدد من خلال سلسلة من النبوءات الإطار الزمني الذي سيأتي فيه. فهنالك أربعة أعداد كتابية بالإضافة الى ملاخي 1:3، تشترط ان يأتي المسيح أثناء وجود هيكل أورشليم. ولـهذا أهمية عظيمة عندما ندرك أن الـهيكل دمر عام 70 ب. م. ولـم يعد بناؤه منذ ذلك الحين. إن النسل المحدّد للمسيح ومكان ولادته وزمنها وطريقتها، وردود فعل الناس نحوه والخيانة التي سيتعرض لـها، وطريقة موته، هذه كلها مجرد جزء من مئات التفاصيل التي شكلت "العنوان" الذي يحدد شخصية ابن اللـه، المسيح، مخلص العالـم.

إعتراض: لقد تـمت هذه النبوءات بالمصادفة 

قد يعترض أحدهم بقوله "قد تجد بعض هذه النبوءات متحققة في جون كينيدي أو مارتن لوثر كنغ أو جمال عبد الناصر .. إلخ."
وهذا صحيح. فإنك قد تجد نبوءة أو نبوءتين تنطبقان على أشخاص آخرين، ولكنك لن تجد النبوءات الستين الرئيسية والمائتين والسبعين نبوءة الفرعية منطبقة عليهم. ولقد عرض فرد جون ميلداو مدير دار النصر المسيحية للنشر في دنفر جائزة قدرها الف دولار لكل من يستطيع أن يبين أن هنالك شخصاً تحققت فيه نصف النبوءات التي تتحدث عن المسيح في كلا العهدين القديم والجديد.
كتب هـ. هارولد هارتزلر رئيس المنظمة العلمية الأميركية في تمهيد لكتاب ألّفه بيتر و. ستونر بعنوان "العلـم يتحدث": لقد قامت لجنة من الجمعية العلمية الأميركية بمراجعة دقيقة لـهذا الكتاب الذي ألّفه بيتر و. ستونر، كما قامت اللجنة التنفيذية لنفس الجمعية بمراجعة مماثلة لكتابه، ووجدت أنه بشكل عام دقيق وموثوق فيما يتعلق بالمادة العلمية المقدمة. فالتحليل الرياضي الذي يعتمده المؤلف مبني على مبادىء الإحتمالات المنطقية تماماً. ولقد طبق الأستاذ ستونر هذه المبادىء بطريقة صحيحة ومقنعة."

والإحتمالات التالية المأخوذة من ذلك الكتاب تثبت أن علـم الإحتمالات ينفي مبدأ الصدفة. يقول ستونر بأنه باستخدام علـم الإحتمالات الحديث بالنسبة لثماني نبوءات "نجد أن فرصة تحقق كل هذه النبوءات الثمانية في شخص واحد هي 1 من 10 أس 17." "أي 1 من 000ر000ر000ر000ر000ر100." وحتى يساعدنا ستونر على استيعاب هذا الإحتمال المذهل فقد أعطانا الإفتراض التالي: 
إذا أخذنا 000ر000ر000ر000ر000ر100 دولاراً فضياً وغطيناً بها ولاية تكساس، فإنها ستغطيها الى عمق قدمين. ثم وضعنا علامة على أحد هذه الدولارات ووضعناه داخل هذه الكتلة الـهائلة وقمنا بتحريكها كاملة. ثمّ عصبنا عيني رجل وطلبنا اليه أن يتوجه حيثما شاء شريطة ان يعثر على الدولار ذي العلامة. فما هي فرصته في العثور على هذا الدولار؟ هذه هي تماماً نفس الفرصة التي كانت لدى الأنبياء لكتابة ثـماني نبوءات وتحققها في أي شخص، شريطة أن يكونوا قد كتبوها بحكمتهم الخاصة. 
"لقد كتبت هذه النبوءات إمّا بوحي من اللـه أو أن الأنبياء كتبوها كما اعتقدوا أنها يجب أن تكتب. ولقد كانت لهم في مثل هذه الحالة فرصة واحدة من 10 أس 17 حتى تتحقق في أي شخص لكنها تحققت جميعاً في المسيح. وهذا يعني أن تحقق هذه النبوءات الثمانية وحدها يثبت أن اللـه أوحى بكتابة هذه النبوءات بشكل محدد لا يفتقر إلاّ لفرصة واحدة من 10 أس 17 حتى يكون مطلقاً."

إعتراض آخر

يقول اعتراض آخر بأن يسوع تعمّد إتمام النبوءات اليهودية فيه. وقد يبدو هذا الاعتراض مقبولاً إلى أن نعرف ان كثيراً من تفاصيل مجيئه كانت خارج نطاق السيطرة البشرية بشكل كامل فهنالك مثلاً مكان ولادته الذي لـم يكن بإمكان يسوع أن يفرضه على أمه وهو ما زال في أحشائها. وعندما سأل هيرودس رئيس الكهنة والكتبة، "أين يولد المسيح؟" أجابوا "في بيت لحم اليهودية، لأنه هكذا مكتوب بالنبي." (متى 5:2). 
وهذا ينطبق أيضاً على زمن مجيئه وطريقة ولادته وخيانته من قبل يهوذا وثـمن تلك الخيانة، وردود فعل الناس واستهزاء الناس به وبصقهم عليه. وإلقاء القرعة على ثيابه، وعدم تمزيقهم ثوبه .. إلخ. لقد كانت نصف النبوءات أكبر من قدرته على تحقيقها. لـم يكن بإمكانه أن يدبّر أن يكون من نسل المرأة ومن ذرية سام وأحفاد ابراهيم .. إلخ. ولـهذا فإنه لا غرابة في أن يشير يسوع والرسل الى تحقيق النبوءات لإثبات مزاعمه.

لماذا يتكبد اللـه كل هذه المشقات؟ أعتقد أنه أراد أن يوفر ليسوع المسيح كل الأوراق الثبوتية اللازمة عند مجيئه الى العالـم. غير أن أكثر الأشياء إثارة هو أن يسوع جاء ليغيّر حياة الناس. أثبت وحده صحة مئات من نبوءات العهد القديم حول مجيئه. وهو الوحيد الذي يستطيع إتمام أعظم النبوءات بالنسبة لكل الذين يقبلونه - وهي وعد الحياة الجديدة: "وأعطيكم قلباً جديداً، وأجعل روحاً جديدةً في داخلكم... إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوّذا الكل قد صار جديداً."