التكوين 26 - تفسير سفر التكوين

تغرب إسحق في جرار

معاملات الله مع إسحق (ص 21-27)

إن كان الله قد تجلى في حياة إبراهيم كأب للمؤمنين وزوجته سارة كأم لهم، فقد ورث ابنهما إسحق هذا التراث إذ حمل في قلبه إيمان والديه تقليدًا حيًا عاشه كل أيام غربته وسلمه لابنه يعقوب (إسرائيل). وقد سبق لنا في دراستنا للأصحاحات السابقة أن لمسنا معاملات الله مع إسحق الذي هو ثمرة وعد إلهي:

1. إسحق ابن الموعد، كسر فرح لوالديه

 

تك 21

2. إسحق ابن الطاعة، محرقة حب لله

 

تك 22

3. الله يختار رفقة لإسحق زوجة مقدسة تعزيه

 

تك 24

4. إسحق ينجب عيسو ويعقوب (أمتان)

 

تك 25

5. تغرب إسحق في جرار ونبشه آبار الماء

 

تك 26

6. يعقوب يغتصب بركة أبيه إسحق

 

تك 27

 

الأصحاح السادس والعشرون

تغرب إسحق في جرار

إذ حدث جوع في الأرض لم ينزل إلى مصر كأبيه إبراهيم بل تغرب في جرار كطلب الرب، وكما فعل أبوه هكذا سلك إسحق قائلًا عن رفقة إنها أخته فوبخه أبيمالك ملك جرار. وإذ تزايد إسحق طمس الفلسطينيون آباره، فمضى إلى وادي جرار ومنها إلى بئر سبع حيث ظهر له الرب وباركه مجددًا معه العهد الذي وهبه لأبيه، كما أعطاه نعمة في عيني الملك ورئيس جيشه.

 

1. وعد الله أثناء المجاعة:

مرّ إسحق بذات التجربة التي مر بها أبوه إبراهيم: "وكان في الأرض جوع غير الذي كان في أيام إبراهيم" [١]. لقد حدث جوع، لكن الجوع "كان في الأرض" ولم يقع عليه، مسّ أرضه أي جسده دون أن يدخل إلى أعماقه. وكما سبق فقلنا أن المؤمن يخضع بجسده (بأرضه) للتجربة دون أن تمس حياته الداخلية، أما غير المؤمن فيسقط بكليته تحت الضيق، يفقد سلامه الداخلي ويخسر رجاءه ويتحطم تمامًا.

إذ حدث جوع في أيام إبراهيم ذهب أبونا إلى مصر دون استشارة الله فكاد أن يفقد زوجته لولا تدخل الله، أما إسحق فيبدو أنه استشار الله الذي ظهر له وقال له: "لا تنزل إلى مصر، اسكن في الأرض التي أقول لك. تغرب في هذه الأرض، فأكون معك وأباركك، لأني لك ولنسلك أعطى هذه البلاد وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك، وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطى نسلك جميع أمم الأرض" [2-4].

إن كان إبراهيم قد أخطأ بنزوله إلى مصر أثناء المجاعة فقد طلب الله إسحق ألاَّ يتصرف كأبيه بل يبقى في أرض كنعان حتى وقت المجاعة علامة قبوله وعود الله لأبيه... كل ما فعله أنه انتقل من عند بئر لحيّ إلى جرار، التي تبعد حوالي 6 أميال جنوب شرقي غزة، تقع في الموقع الذي لا يُدعى الآن "خربة أم جرار"، وقد رأينا أن الاسم مشتق من كلمة "جرة" أو (إناء خزفي) [356]].

إذ سمع لصوت الرب لم ينطلق إلى مصر بل بقى في جرار تمتع إسحق بتجديد العهد الإلهي وظهور الله... حقًا إن كنا وسط الضيق نسمع للصوت الإلهي ننعم بتجليه فينا وتجديد العهد معه!

 

2. دعوته رفقة أختًا له:

حمل إسحق ذات الضعف لأبيه، فإذ خاف أن يقتله أهل الموضع من أجل امرأته رفقة إذ كانت حسنة الصورة دعاها "أخته". وفي هذه المرة نجد أبيمالك - وهو غالبًا غير أبيمالك الذي كان في أيام إبراهيم، إذ قلنا أنه "أبيمالك" هو لقب ملك جيرار وليس اسمه - تطلع من الكوة ونظر إسحق يلاعب رفقة امرأته، فاستدعاه وصار يعاتبه بنبل، وقد أوصى الملك: "الذي يمس هذا الرجل أو امرأته موتًا يموت" [١١].

إن كان الكتاب المقدس يبرز ضعفات الأبرار مثل إسحق فيظهر خوفه من أهل جرار وكذبه عليهم من جهة زوجته، الأمر الذي يجعلنا حذرين من كل ضعف أو خطية ويبعث فينا عدم إدانة أحد، إذ لكل مؤمن ضعفاته مهما بلغت قداسته، فمن الناحية الأخرى يبرز أيضًا الجوانب الطيبة حتى في الوثنيين كأبيمالك الذي يخشى لئلا يسقط أحد من شعبه في الاعتداء على زوجة إسحق فيجلب على الشعب كله ذنبًا [١٠]، الأمر الذي يجعلنا لا نحتقر أحدًا حتى إن كان وثنيًا.

 

3. حسد الفلسطينيين له:

يعلن الكتاب مباركة الله لإسحق بقوله: "وزرع إسحق في تلك الأرض (شعير حسب الترجمة السبعينية) فأصاب في تلك السنة مائة ضعف وباركه الرب، فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيمًا جدًا. فكان له مواشٍ من الغنم ومواشٍ من البقر وعبيد كثيرون فحسده الفلسطينيون" [12-14].

إن كان إسحق في ضعف قد أخطأ أرسل الله له ملكًا وثنيًا يعاتبه ويوبخه... لكن هذا لا يمنع بركة الرب عنه ولا تحقيق وعود الله له، فإذ زرع شعيرًا (حسب الترجمة السبعينية) أصاب مائة ضعف بجوار الغنم والمواشي الكثيرة والعبيد أيضًا، الأمر الذي أثار سكان المنطقة ضده، إذ خشوا منه.

يعلق العلامة أوريجانوس على زراعته للشعير أنه يشير إلى الناموس أو الوصايا السهلة الذي يقدم للفقراء روحيًا أما القمح فيشير إلى الإنجيل الذي يقدم للروحيين، إذ يقول: [لماذا زرع إسحق شعيرًا؟ ولماذا باركه الرب إذ زرع الشعير؟ لماذا اغتنى جدًا ؟ الشعير عادة هو غذاء الحيوانات والعبيد العاملين في القرية... إسحق يعد القمح للكاملين والروحيين كما يعد الشعير للمبتدئين، إذ هو مكتوب: "الناس والبهائم تخلص يا رب" (مز 36: 7)... وربنا الذي هو إسحق الكامل يقدم الكمال (القمح) للتلاميذ، ويقدم الأمور البسيطة والسهلة (الشعير) للجماهير. أتريدون دليلًا أنه يقدم شعيرًا كغذاء للمبتدئين؟ جاء في الإنجيل أنه طعم الجموع مرتين؛ في المرة الأولى "أعطاهم أرغفة شعير" (يو 6: 98) للمبتدئين، وإذ تقدموا في الكلام والتعليم أعطاهم خبز قمح (مت 15: 34) [357]]. ليتنا إذن نتقبل كروحيين خبز قمح، وإلاَّ فلنقبل كمبتدئين أرغفة شعير من يديّ إسحق الحقيقي !

إذ زرع إسحق شعيرًا أصاب في تلك السنة مئة ضعف وتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيمًا جدًا. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [إن كان الشعير يشير إلى الناموس فقد كان إسحق الحقيقي صغيرًا خلال الناموس، وتعاظم أكثر فأكثر خلال النبوات. خلال الناموس كانت معرفتنا عن المسيح كما خلال ظلال، لكن الأنبياء كشفوا عنه فقد ظهر السيد المسيح عظيمًا. والآن إذ ننزع عن الشعير قشه أي ننزع عنه حرفيته يظهر "الناموس الروحي" (رو 7: 14)، عندئذ يصير إسحق عظيمًا جدًا... بمعنى آخر خلال الشعير تعاظم إسحق جدًا وظهر غناه، باقتنائها للناموس بعد نزع قشه أي حرفيته والدخول إلى روحه وأعماقه[358]].

وللعلامة أوريجانوس[359] تعليق آخر على خبزات الشعير التي أظهرت عظمة إسحق وغناه، فإنه إذ كانت الخبزات غير مكسورة لم يشبعها منها أحد، لكنه إذ أمر بكسرها وتوزيعها على الجموع شبع الآلاف من الجماهير وتبقى أيضًا من الكسر. هكذا إذ نقدم كلمات الكتاب المقدس للعالم كله ونكسر عنها الحرف لينعموا بأعماقها يشبع الكل ويتبقى أيضًا ما نجمعه حتى لا يضيع شيئًا (يو 6: 12).

أمام هذا الغنى والعظمة اللذين ظهرا خلال زراعة الشعير يقف العدو حاسدًا فيطمر الآبار التي حفرها إبراهيم بالتراب، ويطلب أبيمالكَ من إسحق أن يترك الموضع، قائلًا له: "اذهب من عندنا لأنك صرت أقوى منا جدًا" [١٦].

يعلق العلامة أوريجانوس على طمر الآبار بالتراب وعودة إسحق لنبش الآبار التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه وطمسها الفلسطينيون بعد موت أبيه [١٨]، قائلًا: [يحتقر الفلسطينيون المياه ويحبون الأرض، أما إسحق فيحب المياه ويبحث عن الآبار ويخلص الآبار القديمة كما يحفر آبارًا جديدة. لنتأمل في إسحق الذي "أسلم نفسه لأجلنا" (أف 5: 2)، فقد جاء إلى وادي جرار الذي يعني (الحائط) أو (الحاجز) (أف 2: 14)، جاء لينقض حائط السياج المتوسط، أي الخطية التي تفرق بيننا وبين الله ؛ ينقض الحاجز الذي بيننا وبين الفضائل الروحية، وبهذا "جعل الاثنين واحدًا" (أف 2: 14)، حاملًا الخراف الضالة على كتفيه على الجبال ليضمهم مع التسعة وتسعين غير المفقودين (15: 6؛ مت 28: 12). إسحق هذا. مخلصنا، إذ يكون في وادي جيرار يريد قبل كل شيء أن يحفر الآبار التي سبق فحفروها في أيام أبيه، أي يكشف آبار الناموس والأنبياء التي طمسها الفلسطينيون... لكن من هم هؤلاء الذين يملأون الآبار ترابًا ؟ إنهم بلا شك الذين يقدمون الناموس بفكر أرضي جسداني، مبتعدين عن الغنى الروحي السرائري، فلا يشربون ولا يدعون الآخرين يشربون. اسمعوا ما يقوله إسحق مخلصنا، يسوع المسيح، في الإنجيل: "ويل لكم أيها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة، ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم" (لو 11: 52)[360]].

لقد حفر السيد المسيح بخدامه الآبار القديمة إذ كشف عن أسرار الناموس وإعلانات الأنبياء معطيًا لنا مفاهيم روحية عميقة كان قد أفسدها محبو الحرف القاتل. ولم يقف عمل السيد عند هذا الحد بل حفر لنا برسله وتلاميذه آبارًا جديدة بالرغم من مقاومة عدو الخير ومحاولته طمر كل بئر روحي. يقول العلامة أوريجانوس: [حفر إسحق وخدامه آبارًا جديدة. حفر متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبطرس ويعقوب ويهوذا وبولس الرسول آبار العهد الجديد، وإن كان قد أرتفع ضدهم الذين يفكرون في الأرضيات (في 3: 19)[361]].

روى لنا الكتاب المقدس عن حفر ثلاثة آبار، الأولى دعيت "عشقًا" أو (خصامًا)، والثانية "سطنة" أي (نزاعًا)، إذ تنازع عليها رعاة جرار مع رعاة إسحق، فتركها إسحق لرعاة جرار، أما الثالثة فلم يحدث عليها شجار لذا دعاها "روحوبوت" أي (الأماكن الرحبة أو المتسعة)، وهي في المنطقة التي تدعى حاليًا "وادي الرحيبة"، تقع على بعد حوالي 19 ميلًا جنوب غربي بئر سبع. وقد شعر إسحق أن الله قد أعطاه مكانًا رحبًا ومتسعًا وجاد عليه بالبركات بغير نزاع. ويرى العلامة أوريجانوس في البئر الثالثة إشارة إلى الإيمان بسر الثالوث القدوس الذي به أعلن أتساع الملكوت للعالم كله، إذ يقول: [بعد ذلك حفر إسحق بئرًا ثالثًا دعاها "رحوبوت"، وقال: "الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض" [٢٢]. حقًا لقد صار إسحق في رحب وتعظم اسمه في الأرض كلها عندما ملأنا بمعرفة الثالوث. قبلًا كان الله غير معروف إلاَّ في يهوذا وكان اسمه عظيمًا في إسرائيل (مز 76: 1)، أما الآن فخرج في الأرض منطقهم وإلى أقصى المسكونة كلمته (مز 19: 4). وانتشر خدام إسحق على كل الأرض، وحفروا الآبار مظهرين مادة الحياة للجميع، إذ قيل: "عمدوا جميع الأمم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19)، لأن للرب الأرض وملؤها (مز 24: 1)[362]].

 

4. قطع عهد مع أبيمالك:

سبق فطلب أبيمالك أن يقطع عهدًا مع إبراهيم إذ قال له: "الله معك في كل ما أنت صانع" (تك 21: 22)، والآن يقطع أبيمالك - ليس بالضرورة ذات الملك - عهدًا مع ابنه إسحق، وقد جاء إليه مع مستشارين له هما صديقه أحزات الذي يعنى (مُلك)، ورئيس جيشه فيكول، قائلين: "إننا قد رأينا أن الرب كان معك، فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك، ونقطع معك عهدًا، أن لا تصنع بنا شرًا كما لم نمسك وكما لم نصنع بك إلاَّ خيرًا وصرفناك بسلام. أنت الآن مبارك الرب" [٢٨-٢٩].

إن كان نجاح إسحق قد سبب لأهل المنطقة خوفًا وأثار فيهم روح الحسد، لكنهم إذ رأوا فيه عمل الله صاروا شهود حق، فدعوه "مبارك الرب"، وسألوه أن يقطع معهم عهدًا. ما أجمل أن يكون للمؤمن شهادة من الذين في الخارج، فيدركون أنه رجل الله ويشعرون بهيبة الله تحوط به.

إن كان نجاح المؤمن يثير في البداية حسدًا لكنه يبعث في النهاية نعمة في أعين الجميع!

قابل إسحق مخاوفهم بالحب، فصنع لهم ضيافة وأكرمهم بعد أن أقام معهم ميثاق صُلح ومحبة وسلام.

يرى العلامة أوريجانوس في أبيمالك الذي تارة يبغض إسحق [٢٧]. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وأخرى يطلب الصلح معه، رمزًا لفلسفة هذا العالم؛ تارة تناقض الإيمان وأخرى تتجاوب معه. إن كانت الفلسفة ليست في تعارض مع ناموس الرب على طول الخط، فهي أيضًا لا يمكن أن تكون معه في اتفاق تام[363]. ويعطى العلامة أوريجانوس أمثلة، فيقول: [إن بعض الفلاسفة يتفقون مع الناموس بل ومع الإنجيل حينما ينادون بوجود إله واحد خالق الكل، صنع كل شيء ودبره بكلمته الإلهية، لكنهم يتعارضون معنا في الإيمان باعتقادهم بأزلية العالم وأبديته، فيحسبون المادة شريكة مع الله في السرمدية.

أبيمالك ورفيقاه: أخزات صديقه وفيكول رئيس جيشه، الثلاثة - في رأى العلامة أوريجانوس يشيرون إلى فروع الفلسفة الثلاثة: المنطق أي الفلسفة المعتمدة على العقل وحده (أبيمالك)، والفلسفة التي تقوم على قوة الطبيعة (أحزات)، والفلسفة الأخلاقية أو السلوكية (فيكول). هذه الفروع الثلاثة بالرغم مما تحمله من أخطاء لكنها إن تقدست تخضع للإيمان، قائلًا: "قد رأينا أن الرب معك، فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك، ونقطع معك عهدًا".

ويرى العلامة أوريجانوس أيضًا في هؤلاء الرجال الثلاثة الغرباء الذين جاءوا يقطعون عهدًا مع إسحق ويطلبون المصالحة رمزًا للمجوس الثلاثة الذين جاءوا من الشرق، قائلين: "رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" (مت 2: 2).

أما الضيافة التي صنعها إسحق لهم والمصالحة التي وهبهم إنما تشير إلى اتساع الإيمان ليمتص كل فلسفة وكل فكر لحساب المسيح، وكما يشير إلى استضافة السيد المسيح للمجوس كرمز لكنيسة الأمم. ولعل استضافته لثلاثة رجال إنما يشير إلى استضافة الرب لكل الشعوب والأمم التي تسلسلت عن سام وحام ويافث، أي لكل البشرية.

 

5. زواج عيسو من الحيثيين:

تزوج عيسو بامرأتين من بنى حث، كانتا مرارة نفس لإسحق ورفقة [34-35]. لم يكن حكيمًا في تصرفه إذ التحم بوثنيتين أفسدتا علاقته بوالديه وحرمتاه ونسله من السلام.

 مقدمة سفر التكوين | التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50 | ملخص عام

الصفحة الرئيسية