الرسالة
التي غيّرت العالـم
إنّ
آخر كلمات نطق بها الفادي يسوع المسيح على
هذه الأرض، كان ولا زال لها تأثير لا مثيل له
على البشرية جمعاء في كل بلدان العالم. فقد
غيّرت حياة الملايين من البشر، وتقاليد
العديد من الشعوب، بل غيّرت مجرى التاريخ
كلّه. وهذه كانت آخر كلماته: " وَلَكِنْ
حِينَمَا يَحُلُّ الرُّوحُ الْقُدُسُ
عَلَيْكُمْ تَنَالُونَ الْقُوَّةَ،
وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي
أُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا،
وَفِي السَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقَاصِي
الأَرْضِ."
(أعمال الرسل 8:1)
إن
سفر أعمال الرسل هو أحد أسفار العهد الجديد (الإنجيل).
وهو كتاب تاريخي يسرد الوقائع التي رافقت
انتشار الإيمان المسيحي بواسطة الرسل
والتلاميذ الأوّلين، ويرينا كيف تحققت، في
تلك الحقبة من التاريخ، كلمات المسيح
المذكورة أعلاه. كتب سفر أعمال الرسل الطبيب
لوقا، أحد رفاق الرسول بولس الذي سنتعرف
عليه فيما بعد. ولوقا هو أيضا كاتب الإنجيل
المقترن باسمه أي الإنجيل كما دوّنه لوقا.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل كلمة جاءت فيما
كتبه لوقا هي موحاة من الله، حسب ما تعلمنا
الكلمة في رسالة تيموثاوس الثانية، 3 : 16، 17 :
" إِنَّ
الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ
أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ
لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ
وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ
فِي الْبِرِّ لِكَيْ يَجْعَلَ إِنْسَانَ
اللهِ مُؤَهَّلاً تَأْهِيلاً كَامِلاً،
وَمُجَهَّزاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ."
ونقرأ
في سفر أعمال الرسل عن عدد قليل من المؤمنين
الذين نادوا برسالة الخلاص في كل مكان،
ونجحوا في سعيهم على الرغم من المقاومة
والاضطهاد. كما يشرح لنا هذا السفر كيف غيّر
الله بولس فنال الإيمان وصار رسولا جريئا
للمسيح عاملا على نشر بشارة الإنجيل. لقد
كان قبلا يضطهد أتباع المسيح بحماس
وتعصّب ديني، ولكنه حينما قابل المسيح
تغّير جذريا، وصار يدعو
الناس للإيمان بالمسيح .
ولتسهيل
دراستنا لهذا الكتاب، نوزع فصوله الثمانية
والعشرين على ثلاثة أقسام كما يلي:
الشهيد
الأول وامتداد البشارة (من الفصل 6 إلى الفصل
12)
3
ـ انتشار الإنجيل بشكل أوسع (من الفصل 13 إلى
الفصل
مثلا
: " فقال لهما: يا
قليلي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان بجميع
ما تكلّم به الأنبياء ! أما كان لابدّ أن
يعاني المسيح هذه الآلام ثم يدخل إلى مجده ؟"
(لوقا 24: 25،26) فالمرجع الكتابي هنا هو (لوقا 24 :
25،26) هذا يعني أنّ الكلام
مأخوذ من إنجيل لوقا، الفصل 24 ،والآيتين
25 و 26 . فرقم الفصل أو الإصحاح
عزيزي
القارئ، نرجو أن تقرأ بتمعن
كل النصوص الكتابية المشار إليها
حلول
الروح القدس وبداية الشهادة (من الفصل 1 إلى
الفصل
حين
وعد يسوع تلاميذه بمجيء الروح القدس، قال
لهم: " وَلكِنْ،
عِنْدَمَا يَأْتِيكُمْ رُوحُ الْحَقِّ
يُرْشِدُكُمْ إِلَى الْحَقِّ كُلِّهِ،
لأَنَّهُ لاَ يَقُولُ شَيْئاً مِنْ
عِنْدِهِ، بَلْ يُخْبِرُكُمْ بِمَا
يَسْمَعُهُ، وَيُطْلِعُكُمْ عَلَى مَا
سَوْفَ يَحْدُثُ وَهُوَ سَيُمَجِّدُنِي
لأَنَّ كُلَّ مَا سَيُحَدِّثُكُمْ بِهِ
صَادِرٌ عَنِّي ."
بعد
حلول الروح القدس وعدم تفهم الجموع الحاضرين
لما يحدث لهم، أخذ بطرس الكلمة و أقرّ
أنهم ليسوا سكارى،
وأخذ يحدثهم عن وعد الروح القدس.
ونلاحظ
في هذا الفصل أن كل الذين سمعوا كلام الرسول
بطرس وقبلوه، تعمدوا، لتأكيد إيمانهم
بالمسيح. والمعمودية تتم بالكيفية التالية:
أن يُغطّس المؤمن الذي يريد أن يتعمّد في
الماء ثم يصعد منه. وهذا يرمز
إلى عمل الله في قلب المؤمن الذي يحسب
نفسه أنّه مات عن ذنوبه وقام لحياة جديدة مع
المسيح.
في
الآيات 42 ـ 47 من هذا الفصل نرى وصفا للكنيسة
في أول تاريخها. والمقصود بكلمة "كنيسة"
ليس المبنى بل جماعة المؤمنين الذين قبلوا
دعوة الله وآمنوا بالمسيح.
اقرأ
الفصل الثاني واحفظ الآيتين
23 و 24 :
"
وَمَعَ
ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحَ اللهُ ، وَفْقاً
لِمَشِيئَتِهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ
السَّابِقِ، أَنْ تَقْبِضُوا عَلَيْهِ
وَتَصْلُبُوهُ وَتَقْتُلُوهُ بِأَيْدِي
الأَثَمَةِ وَلكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ
بَيْنِ الأَمْوَاتِ نَاقِضاً أَوْجَاعَ
المَوْتِ، فَمَا كَانَ يُمْكِنُ لِلْمَوْتِ
أَنْ يُبْقِيَهُ فِي قَبْضَتِهِ!
" أعمال الرسل 2 : 23 ، 24
قبل
مجيء المسيح بحوالي 700 سنة تنبأ نبي الله
إشعياء فقال: " قُولُوا
لِذَوِي الْقُلُوبِ الْخَائِرَةِ: «تَقَوَّوْا
وَلاَ تَفْزَعُوا، فَهَا هُوَ إِلَهُكُمْ
قَادِمٌ، مُقْبِلٌ بِالنِّقْمَةِ، حَامِلٌ
جَزَاءَهُ. سَيَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ».
عِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ عُيُونُ
الْمَكْفُوفِينَ وَتَنْفَتِحُ أَذَانُ
الصُّمِّ، وَيَطْفُرُ الأَعْرَجُ
كَالظَّبْيِ، وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ
الأَبْكَمِ فَرَحاً، إِذْ تَنْفَجِرُ
الْمِيَاهُ فِي الْبَرِّيَّةِ،
وَتَتَدَفَّقُ الْجَدَاوِلُ فِي
الصَّحْرَاءِ.
" (إشعياء 35 : 4 ـ 6)
والحادثة
التي وردت في أعمال الرسل الفصل 3 هي تتميم
لنبوءة إشعياء. فقد جاء المسيح حقا وفتح أعين
العمي وآذان الصمّ وشفى العرج. وفي هذا الفصل
نرى أنّه استمرّ يعمل نفس الشيء بواسطة
الروح القدس الذي حلّ على رسله وأتباعه.
إن
هذه المعجزة وجهت أنظار كل الناس نحو بطرس ،
فواصل يعلّمهم أن موسى والأنبياء تنبئوا بما
حصل. ووعْد الله لإبراهيم بالبركة شمل جميع
الشعوب.
إنّ
النور حقا يضيء في الظلمة، كما يقول
الإنجيل: "... إنّ النور قد جاء إلى
العالم، ولكنّ الناس أحبوا الظلمة أكثر من
النور، لأنّ أعمالهم كانت شريرة" (يوحنا
19:3). ومهما كان الظلام حالكاً فهو لا يغلب
النور، لأن النور يبدد الظلام. قال يسوع
لتلاميذه: " اذْكُرُوا
الْكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُمْ:
لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.
فَإِنْ كَانَ أَهْلُ الْعَالَمِ قَدِ
اضْطَهَدُونِي، فَسَوْفَ
يَضْطَهِدُونَكُمْ؛ وَإِنْ كَانُوا قَدْ
عَمِلُوا بِكَلِمَتِي، فَسَوْفَ
يَعْمَلُونَ بِكَلِمَتِكُمْ."
(يوحنا 20:15)
وفي
هذا الفصل سندرس عن الآلام التي قاساها رسل
المسيح، كما سنرى أنّ رؤساء اليهود، بالرغم
من نفوذهم القوي، لم يستطيعوا أن يثبتوا عدم
صحة ما نادى به الرسل. إنّ كلمة "كاهن"
تعني، في الكتاب المقدس، رجل الدين الذي
يتكلف بتقديم
الذبائح لله تعالى.
اقرأ
الفصل الرابع ثم احفظ الآية 12 : " وَلَيْسَ
بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ، إِذْ لَيْسَ
تَحْتَ السَّمَاءِ اسْمٌ آخَرُ قَدَّمَهُ
اللهُ لِلْبَشَرِ بِهِ يَجِبُ أَنْ
نَخْلُصَ!"
أعمال الرسل 4 : 12
إنّ
الله أمين وهو يطالب المؤمنين بأن يكونوا
أمناء أيضاً. وفي هذا الفصل نجد رجلاً وزوجته
يأتيان بتقدمة لله، ولكنّهما لم يكونا
أمينين. وعين الله التي ترى ما نخفيه وما
نظهره رأت ما في قلبيهما فكان عقابهما
الموت،من هنا نفهم أن الله لا يقبل الخطية
ولا يسمح بها، لأنه قدوس، ووقع خوف على
المؤمنين وعلى جميع من سمعوا بذلك. وكان من
اللازم عند تأسيس الكنيسة ومنذ نشأتها أن
تكون مؤسسة على الطهارة والحق. وبذلك تعلّم
المؤمنون أنّ السير أمام الله بالبرّ
والأمانة يجلب البركة، وأنّ العصيان يجلب
العقاب.
لقد
تعلم رئيس الكهنة والصدوقيون أنه من
المستحيل أن نقاوم الله. وياله من أمر عجيب
وجديد أن يشعر الإنسان بالفرح في وسط الآلام
والاضطهاد. وذلك لأنّ وجود الروح القدس في
القلب هو أعظم وأقوى تأثيرا من كلّ
الاضطهادات والآلام. وهذا هو وعد الله أنّ
"الذي فينا هو أعظم من الذي في العالم"
1-
ما هي
5-
ماذا طلب الرجل الكسيح من
بطرس ويوحنا وماذا كان رد فعل التلاميذ؟ (أعمال
الرسل 3)
6-
لماذا ألُقيّ بطرس ويوحنا في السجن ؟
(أعمال الرسل 4)
7-
ماذا فعل الإخوة بعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا
؟ (أعمال الرسل 4)
8-
ماذا كانت خطيئة حنانيا وسفيرة
؟ (أعمال الرسل
5)