موجز تاريخ انشقاق الكنائس

مقدمة

الفصل الأول الكنيسة الأولى الواحدة

الفصل الثاني الهرطقات والمجامع المسكونية

الفصل الثالث انشقاق الكنائس

الفصل الرابع انشقاق الكنيسة الكاثوليكية

الفصل الخامس انشقاق الكنيسة البروتستانتية

الفصل السادس انشقاق المذاهب البروتستانتية الأخرى

الفصل السابع كنائس الشرق

الفصل الثامن الكاثوليكية والبروتستانتية في مصر

الخاتمة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الرابع انشقاق الكنيسة الكاثوليكية


رأينا فيما سبق كيف تدخلت الأغراض والمطامع الشخصية في التفرقة بين صفوف الكنيسة الواحدة. رأينا مجهودات بابا روما ضد البابا ديسقوروس لا لشيء سوى الغيرة والأنانية (فقد أوكل الإمبراطور إلى ديسقوروس رئاسة مجمع أفسس الثاني فعز على بابا روما الذي كان يطمع في هذا) فعمل على سحق ديسقوروس وتم له ذلك في مجمع خلقيدونية حيث استباح له ضميره أن يقسم الكنيسة إلى شطرين ولكن نار الغيرة لم تقف عند هذا الحد فنظر بابا روما إلى بطريرك القسطنطينية (عاصمة الدولة الرومانية في ذلك الحين) وما وصل إليه من مركز مرموق أقره مجمع خلقيدونية 451م فمنح بطريرك القسطنطينية حق الزعامة والتقدم، فاحتج أسقف روما ووقف الخصمان وجهاً لوجه في نضال وشجار حول لقب "الأعظم" ونسوا أو تناسوا ما قاله رب المجد لتلاميذه عندما أصابتهم هذه النوبة الكبريائية: "أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً. ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً." (متى25:20-27).



ثم من جهة أخرى قام شجار آخر عنيف بين الكنيستين حول إضافة كلمة إلى قانون الإيمان (وهي كلمة "الابن" التي أضافتها كنيسة روما إلى قانون الإيمان عن الروح القدس عند القول "نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب" وهنا تضيف كنيسة رومية كلمة "والابن" فيقولون المنبثق من الآب والابن!!) وهذا يخالف الإنجيل وقرارات المجامع الأولى وكان نتيجة لهذا أن اعترضت كنيسة القسطنطينية على ذلك واعترضت أيضاً على بعض العادات الكنسية التي وضعتها كنيسة رومية كضرورة بقاء الكهنة غير متزوجين ... الخ وظل النزاع قائماً بين الكنيستين حتى سنة 1053م حيث أصدر بابا روما حكم الحرم على أسقف القسطنطينية فلم يكن من هذا الأخير إلا أن أذاع على العالم أن كنيسة روما قد هرطقت.



وكان نتيجة هذا الصراع والشجار انقسام آخر في الكنيسة فانفصلت كنيسة رومية وسُميت الكنيسة الكاثوليكية أو اللاتينية أو الغربية، أقول انفصلت هذه الكنيسة عن كنيسة القسطنطينية التي سُميت كنيسة الروم أو الكنيسة اليونانية أو الشرقية.



وسمت نفسها الكنيسة الأرثوذكسية الخلقيدونية (تمييزاً لها عن الكنائس الأرثوذكسية التي لا تعترف بمجمع خلقيدونية).