أخي
القارئ الكريم، أختي القارئة الكريمة
هذه هي
رسالتنا الرابعة والأخيرة لك، ونأمل أن تكون
قد كونت رأيا عما تؤمن به، نسأل الرب الإله
الحقيقي أن يفتح عينيك وذهنك لتعرفه وتؤمن به.
إننا
نأمل أن تراسلنا وتكتب لنا عن أفكارك وآرائك
حول كل ما كتبناه لك، وفى هذه الحالة سوف
يسعدنا مراسلتك والتعرف عليك، أما إذا كنت لا
ترغب في مراسلتنا فإننا نستودعك في يد الإله
القدير ونتمنى لك كل خير.
وفى
البداية نذكر لك الآية القرآنية التالية: "إذ
قال الله يا عيسى ابن مريم، اذكر نعمتي عليك
وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس، تكلم الناس
في المهد وكهلاً. وإذ علمتك الكتاب والحكمة
والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة
الطير بإذني، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني،
وإذ تخرج الموتى بإذني، وإذ كففت بنى إسرائيل
عنك إذ جئتهم بالبينات، فقال الذين كفروا
منهم إن هذا إلا سحر مبين" (المائدة 110).
قرأنا أن
المسيح يُقيم الموتى، ونود هنا أن نذكر لك
القصة الكاملة كما وردت في الإنجيل المقدس،
وهى قصة إقامة شخص اسمه لعازر من الأموات: "وكان
إنسان مريضا وهو لعارز من بيت عنيا من قرية
مريم ومرثا أختها. وكانت مريم التي كان لعازر
أخوها مريضا هي التي دهنت الرب بطيب ومسحت
رجليه بشعرها. فأرسلت
الأختان إليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه
مريض فلما سمع يسوع
قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله
ليتمجد ابن الله به. وكان
يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر.
فلما سمع انه مريض مكث حينئذ في الموضع
الذي كان فيه يومين. ثم
بعد ذلك قال لتلاميذه لنذهب إلى اليهودية
أيضا. قال له
التلاميذ يا معلّم الآن كان اليهود يطلبون أن
يرجموك وتذهب أيضا إلى هناك.
أجاب يسوع أليست ساعات النهار اثنتي عشرة.إن
كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور
هذا العالم. ولكن إن
كان أحد يمشي في الليل يعثر لان النور ليس فيه.
قال هذا وبعد ذلك قال لهم.لعازر حبيبنا قد
نام.لكني اذهب لأوقظه. فقال
تلاميذه يا سيد إن كان قد نام فهو يشفى. وكان
يسوع يقول عن موته.وهم ظنوا انه يقول عن رقاد
النوم. فقال لهم
يسوع حينئذ علانية لعازر مات.
وأنا افرح لأجلكم لأني لم اكن هناك
لتؤمنوا.ولكن لنذهب إليه.
فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ
رفقائه لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه
. فلما أتى يسوع وجد انه قد صار له أربعة
أيام في القبر. وكانت
بيت عنيا قريبة من أورشليم نحو خمس عشرة غلوة.
وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا إلى مرثا
ومريم ليعزوهما عن أخيهما. فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته.وأما
مريم فاستمرت جالسة في البيت.
فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم
يمت أخي. لكني الآن
أيضا اعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله
إياه. قال لها يسوع
سيقوم أخوك. قالت له
مرثا أنا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم
الاخير.
قال
لها يسوع أنا هو القيامة والحياة.من آمن بي
ولو مات فسيحيا. وكل
من كان حيّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد.أتؤمنين
بهذا. قالت له نعم يا
سيد.أنا قد آمنت انك أنت المسيح ابن الله
الآتي إلى العالم ولما
قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سرّا قائلة
المعلّم قد حضر وهو يدعوك.
أما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت إليه.
ولم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في
المكان الذي لاقته فيه مرثا.
ثم أن اليهود الذين كانوا معها في البيت
يعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلا وخرجت
تبعوها قائلين أنها تذهب إلى القبر لتبكي
هناك. فمريم لما أتت
إلى حيث كان يسوع ورأته خرّت عند رجليه قائلة
له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي.
. فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين
جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب
وقال أين وضعتموه.قالوا له يا سيد تعال
وانظر. بكى يسوع.
فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه.
وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني
الأعمى أن يجعل هذا أيضا لا يموت
فانزعج يسوع أيضا في نفسه وجاء إلى القبر.وكان
مغارة وقد وضع عليه حجر. قال
يسوع ارفعوا الحجر.قالت له مرثا أخت الميت يا
سيد قد انتن لان له أربعة أيام.
قال لها يسوع ألم اقل لك أن آمنت ترين مجد
الله. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا
ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الآب أشكرك
لأنك سمعت لي. وأنا
علمت انك في كل حين تسمع لي.ولكن لاجل هذا
الجمع الواقف قلت.ليؤمنوا انك أرسلتني.
ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم
خارجا. فخرج الميت
ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة ووجهه ملفوف
بمنديل.فقال لهم يسوع حلّوه ودعوه يذهب
. فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم
ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به. (إنجيل يوحنا 11:
1-45).
هذا هو
يسوع المسيح الذي تنبأ عنه بوحي الروح القدس
أحد أنبياء العهد القديم قائلا: " هوذا عبدي
الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت
روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في
الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة
خامدة لا يطفئ.إلى الأمان يخرج الحق.
لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض
وتنتظر الجزائر شريعته." (أشعياء 42: 1-4).
إن
المسيح يسوع الذي أقام لعازر من الأموات قد
قام هو أيضا من الأموات منتصرا على الموت وعلى
قوات الشر الروحية، وقبره الفارغ في القدس هو
دليل مادي على قيامته، أما الدليل الروحي فهو
ما يحدث كل يوم في عالمنا من رجوع العديد من
الخطاة إلى حياة البر ومن الموت الروحي إلى
الحياة مع الله، فهل ترغب في هذه الحياة
الجديدة، فقط آمن بالرب يسوع المسيح فترى مجد
الله.
إن
الإنجيل المقدس يحتوى على العديد من أقوال
وأعمال المسيح العظيمة، فهل قرأته.
والآن
إليك مقالتنا التالية:
يسوع
تلعب
العلاقات دورا هاما في حياتنا، فمثلا علاقتنا
بالوالدين، بالأصدقاء، بالزوج أو الزوجة،
بالأولاد، بالأحفاد، بالزملاء وغيرهم....
والإيمان
المسيحي بالدرجة الأولى هو علاقة وليس وصايا.
ومحوره شخص وليس فلسفة. ويدور حول أهم علاقة
وهى علاقتنا بالله الذي خلقنا. ويسوع (عيسى بن
مريم) قال مرة أن أول وأهم الوصايا هي أن نحب
الله، ثم أن نحب الآخرين، أي علاقتنا بالله
وبالآخرين.
لماذا
نحتاج يسوع؟
أنا
وأنت قد خُلقنا ليكون لنا علاقة حميمة وقوية
بالله، وطالما لا نجد هذه العلاقة، فإننا
نشعر بأنه ينقصنا شئ في حياتنا. وكأن لسان
حالنا يقول: أن في داخلنا فراغ عميق. وهناك
العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا
الفراغ الداخلي، وربما قد شعرت أنت أيضاً به.
ويحاول
الناس أن يملئوا هذا الفراغ بكل الطرق. فيلجأ
البعض إلى المال، ويدّعون أنه يطمئنهم، ولكنه
لا يحقق السعادة. و"أوناسيس"
- وهو واحد من أغنى رجال العالم - قال عند موته:
أن الملايين لا تستطيع أن تعطى الإنسان ما
يتوق إليه.
ويحاول
الآخرين ملئ الفراغ بالخمر أو المخدرات أو
الجنس. ولكن كما قد تكون لاحظت أن هذه الأشياء
قد تعطى متعة وقتية، ولكن بعدها يصبح الفراغ
أعمق. والبعض يحاول الهروب في عمل مضن أو
ينهمكوا في الرياضة أوالسعي للنجاح أو ما
شابه للشعور بالسعادة. وقد تكون بعض هذه
الأشياء غير مضرة في حد ذاتها، ولكن هذا الجوع
الداخلي لا يمكن إشباعه.
وحتى
العلاقات الإنسانية الحميمة، وعلى قدر
جمالها، لكنها لا تستطيع أن تُشبع هذا الفراغ
الداخلي. ويسوع قال: "أنا هو خبز الحياة" (إنجيل
يوحنا 6:35). وهو الوحيد الذي يمكنه أن يمنحنا ما
نتوق إليه، لأنه هو الذي يجعلنا أصدقاء لله.
1-هو
الذي يمنحنا معنى للحياة:
في
بعض الأحيان نتساءل "ماذا أفعل هنا على
الأرض؟" أو "ما هو معنى الحياة؟".
وطالما نحيا بدون علاقة بالله، فان محاولتنا
لإيجاد معنى للحياة تبوء بالفشل. قد تمنحنا
الآن بعض الأشياء متعة وقتية، ولكن في
النهاية لا يبقى شئ. وبدون علاقة بخالقنا لن
نجد المعنى الحقيقي لحياتنا.
2-هو
الذي يمنحنا معنى لما بعد هذه الحياة:
قبل
أن أصبح مسيحياً كنت لا أستطيع التفكير في
الموت. وكنت احسب أن موتى سوف يأتي في
المستقبل البعيد. وكنت لا أعرف ماذا يأتي بعد
الموت ولا أحب التفكير فيه. وفضلت أن أتعامى
عن الحقيقة. والواقع أننا سنموت جميعاً. ولكن
في الكتاب المقدس مكتوب أن الله قد وضع الحياة
الأبدية في قلوبنا. وغالبية الناس لا يريدوا
الموت، ونتوق جميعاً أن ننجو من الموت. وفى
يسوع المسيح وحده يمكننا الحصول على الحياة
الأبدية، لأن العلاقة بيننا وبين الله التي
تبدأ هنا وفى هذه اللحظة، سوف تتخطى الموت
وتبقى إلى الأبد.
3-
هو الذي يمنحنا الغفران:
عندما
نكون صرحاء مع أنفسنا، فأننا نُقر بأننا نفعل
أشياء نعلم أنها خاطئة. وبعض هذه الأشياء
تُخجلنا جداً. وفوق ذلك هذه الأنانية التي
تُفسد كل شئ، وتُبعد الآخرين عنا، وفوق ذلك
تفصلنا عن الله. وهذه هي الخطية العامة. ويسوع
قال: "إن الذي يخرج من الإنسان ذلك يُنجس
الإنسان، لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج
الأفكار الشريرة: زنى فسق قتل سرقة طمع خبث
مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع
هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان."
(مرقس 7: 20-23).
لذلك
فإننا نحتاج للغفران بصورة خاصة. إن المريض
بالسرطان يحتاج إلى طبيب بغض النظر عما إذا
كان المريض يعرف مدى احتياجه للطبيب أم لا.
هكذا نحن نحتاج إلى الغفران سواء كان ذلك
واضحاً لنا أم لا. والمريض بالسرطان الذي يعرف
مدى خطورة مرضه أفضل بكثير من المريض الذي
يتعامى عن حقيقة مرضه. ويسوع جعل الغفران
ممكناً لنا، معطياً الإجابة على أعمق
احتياجاتنا.
لماذا
ينبغي لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع ؟
لأنه
ببساطة هو الإيمان
الحقيقي، وهو لذلك على قدر كبير من الأهمية.
ولكن
كيف نعرف انه الإيمان الحقيقي؟ انه يمكننا
اختبار حقائق الإيمان المسيحي، لأنها ترتكز
على وقائع تاريخية، أي على حياة وموت وقيامة
يسوع المسيح. إن إيماننا المسيحي يرتكز على
مصادر تاريخية موثوق بها. ويسوع نفسه يعطى
الدلائل اليوم على انه حي وعلى انه يُخلِص
الذي يؤمن به.
من
هو يسوع ؟
مما
لاشك فيه أن يسوع شخصية فريدة من نوعها في
التاريخ البشري، حتى إننا نقسم التاريخ إلى
قسمين أحدهما قبل والآخر بعد مجيء يسوع.
إن
يسوع كان ومازال ابن الله. وان كان بعض الناس
يقولون انه كان فقط أحد الحكماء الدينيين،
ولكن هذا القول لا يثبت أمام الحقائق التالية:
1.
مطالبه وحقوقه: لقد
قال يسوع انه ابن الله وانه والآب واحد، وهو
قام بغفران الخطايا على الأرض، وهو سوف يدين
العالم في يوم الدين على موقفنا تجاهه.
واليك
بعض الآيات: قال يسوع "أنا والآب واحد" (يوحنا
10: 30)، "فلما رأى
يسوع إيمانهم قال للمفلوج (المُقعد- الكسيح)
يا بنيّ مغفورة لك خطاياك.
وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في
قلوبهم لماذا يتكلم
هذا هكذا بتجاديف.من
يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده.
فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا
في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في
قلوبكم. أيّما ايسر أن يقال للمفلوج مغفورة
لك خطاياك.أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش.
ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا
على الأرض أن يغفر الخطايا.قال للمفلوج
لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك.
فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل
حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا
مثل هذا قط." (مرقس 2: 5-12)، قال يسوع "لأنه كما أن الآب يُقيم الأموات
ويُحيي كذلك الابن أيضا يُحيي من يشاء.
لان الآب لا يُدين أحدا بل قد أعطى كل
الدينونة للابن. لكي
يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب.من لا
يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي أرسله. الحق
الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي
أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل
قد انتقل من الموت إلى الحياة." (يوحنا 5:
21-24).
2.
شخصيته:
لا يوجد من يماثل يسوع في المحبة والرحمة
والكمال. وتعاليمه هي من أنقى وأفضل ما نطقت
به شفاه إنسان. وهو الله الذي تجسد في صورة
إنسان مع الرغم من صعوبة تصور هذا الأمر.
3.
انتصاره على الموت:
انه من الحقائق المدهشة فعلا أن يسوع قد قام
من الأموات، وعندما جاء أتباعه وتلاميذه إلى
القبر في صباح الأحد لم يجدوا غير الأقمطة
التي دُفن بها يسوع، أما يسوع نفسه فقد قام من
الأموات. وفى الأسابيع الستة التالية لقيامته
ظهر إحدى عشر مرة لما يكثر عن 500 إنسان. وعلى
إثر ذلك تغيرت حياة المؤمنين به تغيرا جذريا،
ومن يومها بدأت الكنيسة الأولى في النمو
والزيادة باستمرار. إن القبر الفارغ يشهد على
قيامة يسوع من الأموات ويشهد على صحة تعاليمه
وأقواله وأفعاله.
لماذا
أتى يسوع ؟
يسوع
هو الشخص الوحيد الذي قرر بمحض إرادته أن يأتي
إلى عالمنا هذا متحملا آلام الصليب وموته
الكفاري لرفع خطايانا ، فقد قال
"لان ابن الإنسان (يسوع) أيضا لم يأت
ليُخَدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن
كثيرين" (مرقس 10: 45). وتعد عملية الصلب من
أبشع عمليات الإعدام، ولقد تعرض يسوع للجلد
ثم حمل الصليب حتى الإعياء، وعند مكان الصلب
قام صالبيه بتسمير يديه ورجليه على خشبة
الصليب وتُرك ليموت بهذه الطريقة المؤلمة.
والإنجيل يخبرنا أن هذه الآلام لا تُقاس
بالآلام الروحية والنفسية التي لازمت يسوع
عندما حمل على نفسه خطايانا وآثامنا.
لماذا
مات يسوع ؟
موت
يسوع هو خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد
أوحى الله بها للأنبياء في العهد القديم مثل
موسى وداود وأشعياء وغيرهم.
وقد
قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه
مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا ولا يريد أن
نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التي تستحق
الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلا عنا يعنى انه
صُلب كفارة لأجلنا، وبعد
قيامته من الأموات قال لتلميذي من
تلاميذه: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في
الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان
ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده،
ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما
الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا 24:
25-27).
فمن
أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا.
والفدية هي الثمن الذي يُشترى به العبد،
ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك المسيح دفع
الفدية بدمه على الصليب، لكي يعتقنا من
الخطية والذنب والعبودية والخوف.
1.
الحرية من الخطية:
وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فإننا في
الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله لأننا كم
أخطأنا إليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا
على وصايا الله المقدسة. و "أجرة الخطية هي
موت" (رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت
الروحي أي الانفصال التام عن الله الحي، وهى
عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه
العقوبة عنا وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون
خطية، وذلك على حساب دم يسوع.
2.
الحرية من العبودية:
قال يسوع: "الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل
الخطية هو عبد للخطية." (يوحنا 8: 34)، ولقد
مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية
القاسية، لذلك قال يسوع: " فان حرركم الابن (أي
يسوع) فبالحقيقة تكونون أحرارا." (يوحنا 8:
36).
3.
الحرية من الخوف:
لقد جاء يسوع إلى
عالمنا لكي "يبيد بالموت ذاك الذي له
سلطان الموت أي إبليس
ويعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا
جميعا كل حياتهم تحت العبودية." (عبرانيين 2:
14)، فالآن لا نخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا
تنتهي حياتهم بالموت بل ينتقلوا إلى ملكوت
الله في السماء. ويسوع الذي حررنا من عبودية
الخوف من الموت قادر أن يحررنا أيضا من كل
المخاوف الأخرى.
القدرات
الجديدة:
وعندما
ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا الروح القدس
المُعزى، وكل من يسأل يسوع أن يدخل حياته
وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له
ويعطيه الحرية والقدرات التالية:-
1.
القدرة على معرفة الله:
بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله،
فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت
فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه
عنكم حتى لا يسمع." (اشعياء 59: 2)، وعندما مات
يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله
وبيننا حتى انه يمكننا من خلال يسوع أن نأتي
إلى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضا
يجعلنا الله من خلال الإيمان بيسوع أبناءا له.
ومن خلال الروح القدس أي روح الله الحي تكون
لنا ثقة في الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق
في العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف نصلى إلى
الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أي الكتاب
المقدس.
2.
القدرة على محبة الآخرين:
يعلمنا الإنجيل
أنه: "نحن نحبه (أي الله) لأنه هو احبنا أولا.
إن قال أحد أني احب الله وابغض أخاه فهو كاذب.لان
من لا يحب أخاه الذي يبصره كيف يقدر أن يحب
الله الذي لم يبصره." (1 يوحنا 4: 19)، ونحن
عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا،
وعندما يحل الروح القدس في قلوبنا تحل هذه
المحبة أيضا فينا، حتى أننا نصبح قادرين على
محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح
قادرين على حياة جديدة ملؤها المحبة وبعيدة
عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها.
3.
القدرة على التغيير:
فهناك من يدّعى
انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل
الروح القدس في حياة الإنسان فإنه يعطيه
القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس
الرسول في الإنجيل المقدس أن " ثمر الروح
فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان
وداعة تعفف." (غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات
الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى
أن الخطاة والزواني والقتلة والمجرمين
ومدمني المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون
إلى قديسين بفعل الروح القدس في حياتهم.
ماذا
إذن ؟
إن
الله يعرض علينا مجانا هذه الحرية وهذه
القدرات، فروح الله القدوس يريد أن يدخل حياة
كل فرد منا، وذلك كهدية مجانية بدون مقابل.
وكل فرد يستطيع أن يقبل الهدية ويفرح بها أو
يرفضها ويبقى حزينا. وللأسف نجد العديد من
الأشخاص الذين يرفضون عطية الله المجانية،
واليك بعض الأمثلة:
1.
البعض يدّعى انه لا يحتاج إلى الله: فالبعض
يقول انه سعيد بدون الله، وينسى أن السعادة
الحقيقية هي في الحصول على الغفران من الله
وحياة السلام معه.
2.
البعض يقول انه لابد وان يتخلى عن أشياء معينة:
فهناك العديد من الأشياء في حياة كل منا والتي
لا تُرضى الله القدوس والتي تعطل كل علاقة حية
معه، والتي يجب أن نتخلى عنها. ويجب علينا ألا
ننسى أن الله قبل كل شئ يحبنا جدا ولا يرضى لنا
الضرر، فالأب الذي يمنع ابنه حبيبه من اللعب
بالكبريت مثلا، لا يريد غير مصلحة هذا الابن
الذي يحبه. ويجب أيضا ألا ننسى أن ما نتخلى عنه
لا يُقارن بما نحصل عليه من الله.
3.
البعض لا يصدق أن الله يهبنا شيئا بالمجان:
فمن خلال التربية والعادات والتقاليد لا
يتصور البعض أن الله يحب البشر ويريد أن
يمنحهم الخلاص بالمجان، ويحاول البعض أن يرضى
الله بأعماله الصالحة أولا، وهذا ما يؤدى به
للفشل.
4.
البعض يؤجل الرجوع إلى الله: وهذه هي الأغلبية
العظمى والتي تؤجل دائما للغد بحجة عدم
الاستعداد، ولا يوجد إنسان في عالمنا هذا
يضمن حياته لحظة واحدة على الأرض، فقد تكون
هذه الدقائق هي آخر دقائق في عمري، فمن يدرى.
والآن
؟
إن
الله يريد أن يتقابل معك اليوم شخصيا فاتحا
يديه بهديته المجانية لك، فهل تقبلها أم
تردها ممتنعا ؟
قد
تبدو هذه الأمور غريبة عليك، فأنت لم تعرف من
قبل ماهية العلاقة الشخصية بينك وبين الله،
وكيف سيكون المستقبل، ولكن هذا القرار هو
قرارك الشخصي وبمحض إرادتك، ولا يستطيع أحد
أن يتخذ هذا القرار بدلا عنك.
فإن
عرفت أن الحياة مع يسوع هي الحياة الحقيقية،
فما عليك غير أن تخبر الله انك من الآن تريد أن
تحيا تبعا لمشيئته المقدسة في حياتك، وتتساءل
كيف يتم ذلك، أقول لك في ثلاث خطوات:
1.
اطلب من الله أن يغفر لك ذنوبك وخطاياك التي
تُخجلك وتُثقل ضميرك، وإذا تذكرت الآن خطية
معينة اذكرها أمام الله حتى يغفرها لك،
والكتاب المقدس يُسمى هذه الخطوة باسم "التوبة"
وهى ليست ممارسات جسدية لمعاقبة الذات ولكن
هو الرجوع القلبي لله.
2.
اشكر الله لأن المسيح مات عنك على الصليب
دافعا عنك الفدية، اشكره من أجل هذه الهدية
والعطية المجانية التي منحت لك الغفران
والمصالحة مع الله.
3.
اطلب من الله أن يأتي ليحل في قلبك بالإيمان،
فالله لا يُرغم أحدا على شئ، ولكن هذه هي
إرادته أن يشاركك في حياتك اليومية، فادعوه
الآن لكي يأتي ويتولى قيادة حياتك.
واليك
مثال بسيط عن صلاة قصيرة بها يُمكنك التعبير
عما سبق وقلته:
يا
رب أنا أخجل من أنى فعلت في الماضي كل ما يروق
لي متعديا وصاياك المقدسة وجلبت على نفسي
أجرة الخطية وهى الموت والانفصال عنك،
فسامحني من أجل يسوع الذي مات عنى على الصليب.
يا الله إني أقبل عطيتك المجانية بالغفران
وأشكرك عليها من كل قلبي. وأشكرك على انك دبرت
لي هذا الغفران العجيب من خلال موت يسوع
المسيح عنى. أرجوك يا رب تعال من خلال روحك
القدوس وحل في وقُد دفة حياتي التي أُسلمها لك
الآن، وأبقى معي دائما، آمين.
كيف
تنمو في الإيمان:
1.
اقرأ في الكتاب المقدس باستمرار، وإذا لم يكن
لديك نسخة منه، فأكتب إلينا ونحن نرسله إليك،
وننصحك في البداية بقراءة أحد الأناجيل
الأربعة ولتبدأ مثلا بإنجيل لوقا أو يوحنا،
واطلب من الله أن يفتح لك ذهنك لتفهم ما تقرأه
وان يتحدث الله إليك من خلال كلماته المقدسة.
2.
تحدث مع الله كل يوم ويُستحسن أن تبدأ يومك
بالحديث معه أي بالصلاة إليه، وليس هناك شكلا
معينا للصلاة ولكن لك أن تتصور انك تتحدث إلى
أبيك، أي أبيك السمائي. فقد تتحدث معه عن نفسك
وعما تشعر به تجاهه، أو قد تحكى له عما قرأته
في الكتاب المقدس أخيرا....تحدث إليه عن أخطائك
ومشاكلك وشكوكك وكذلك عن الأشياء السارة التي
قابلتك واشكره على كل شئ حتى في المصاعب
والضيقات لأن الله لا يترك محبيه في الضيقة
بمفردهم.... تحدث إليه أيضا عن أصدقائك وأصحابك
وزملائك وعائلتك وأيضا عن الأشخاص الذين لا
ترتاح إليهم، صلِ من أجلهم أن الله يتدخل في
حياتهم أيضا كما تدخل في حياتك.
3.
احضر الاجتماعات المختلفة مع المؤمنين بيسوع
حيث يمجدون الله ويصلون ويدرسون الكتاب
المقدس، وهناك ستجد أيضا التشجيع والتعزية.
انه
ليسرنا جدا أن تتخذ هذه الخطوة الهامة في
حياتك وتنضم إلى جماعة المفديين، وإذا كان لك
أسئلة أو استفسارات أو أردت أن تحكى لنا عن
مشاكلك ومشاغلك واختباراتك فإننا نرحب بك جدا
ونأمل أن تراسلنا على العنوان التالي:
النادي
العربي
دعوة
لمعرفة يسوع المسيح
A.S.
Postfach
66
A-6854 Dornbirn
Messepark
Austria
النمـســـا
www.arabic-club.de
info@arabic-club.de
قال يسوع
انا هو
القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا،
وكل من كان حيّا وآمن
بي فلن يموت إلى الأبد.
(إنجيل
يوحنا 11: 25-26)
|