معرفة الخلاص

مقدمة

الفصل الأول : إنقاذ من عقوبة الخطية

الفصل الثاني : إنقاذ من سلطان الخطية

الفصل الثالث : إنقاذ من جسد الخطيـة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الثالث إنقاذ من جسد الخطية



هذا هو الجانب الثالث من مفهوم الخلاص. فالمؤمن يظل طيلة أيام حياته في حرب طاحنة ضد الشيطان والجسد والعالم، لذلك فهو ينتظر مجيء الرب يسوع من السماء ليخلصه من جسد الخطية. لهذا فكمال خلاصنا هو بتغيير أجسادنا الترابية إلى أجسام روحانية عند ظهور ربنا بمجده، فمعلمنا بولس الرسول يقول "هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير .. فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير". (1كو51:15،52). ولهذا فلسان حال المؤمن هو: "آمين تعال أيها الرب يسوع". (رؤ20:22).

وفي هذا يقول قداسة البابا شنوده الثالث: "هذا هو الخلاص الأخير عندما نخلع هذا الجسد المائت ونلبس جسد المجد ... بعد مجيء المسيح الثاني"

(كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي ص 108)

وقد وضح القديس أوغسطينوس مفهوم الخلاص هذا بكل جلاء إذ قال: "إذا سألني أحد عما إذا كنا قد خلصنا بالمعمودية؟ فأنا لا أستطيع أن أنكر ذلك إذ يقول الرسول "خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3).


ولكن إن سألني عما إذا كنا قد خلصنا تماما من كل ناحية بواسطة المعمودية؟ أجيب بأن الأمر ليس كذلك. فقد قال نفس الرسول "لأننا بالرجاء خلصنا ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضاً. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر" (رو24:8،25).


ثم يعود القديس أوغسطينوس موضحاً فيقول: "لأن المعمودية تمحي كل الخطايا عامة.. ولكنها لا تنزع الضعف البشري الذي يظل يقاومه المتجدد في جهاده الحسن". ويكمل قائلا "ولكن هذا الضعف الذي نقاومه بين سقطة وقيام حتى الموت سينتهي بتجديد آخر قال عنه الرب: "في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم على اثني عشر كرسياً" (مت28:19). فيسمى الرب القيامة الأخيرة تجديداً وقد سماها بولس الرسول (تبني وفداء) إذ قال "نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبني والفداء أجسادنا" (رو3:8).


ثم يتساءل القديس أوغسطينوس قائلا: "ألم نتجدد؟ ألم نحصل على التبني والفداء بالمعمودية المقدسة؟ نعم ولكن يوجد أيضاً تجديد وتبني وفداء يجب أن نتوقعه بالصبر".

(Nicene & Post Nicene Fathers First Series Volume 5 Page 404)

ختاما أرجو لك يا أخي القارئ كل نعمة في جهادك الروحي لتنعم بالحياة الأبدية التي إليها دعيت. كن معافى.

 

E-mail: coptic@btinternet.com

Web Site: www.Coptic-church.org.uk