انت الجاعل السحاب مركباً
الصانع من الرياح رسلاً
انت المرسى الأرض على أسسها
كسوتها الغمر رداءً
عند زجْرك تفرّ هاربة
تقفز الجبال، وتهبط الوديانَ
هناك أقمتَ لها حداً لا تجاوزه
ثم تفجّر الشعاب عيونا
تسقى وحوش البرّ كلّها
طير السماء تتجمع عليها
أنت تسقى الجبال من علاليك
تنبتُ الكلأ للحيوان
فيخرج من الأرض قوت:
وزيت يُزهر به وجهه
ترتوى اشجار الله
هناك يعشش العصفور
للوعول الجبال الشامخات
أنت الذى جعل للقمر حسباناً
تُرخى الظلام فيشمل الليل
تزأر السباع فى اعقاب طرائدها
تشرق الشمس فترتد
فيخرج الانسان الى عمله
ما أعظم أعمالك، يا الله
فالأرض من خلائقك ملأى |
السائر على أجنحة الريح
ومن ألسنه النار خدماً
فلا تميد الى دهور الدهور
وعلى الجبال تقف المياه اكليلاً
وعند هزيم رعدك تنهزم
الى حيث كان لها مكان
ووجه الأرض لا تعود تغمره
فتسيح من جديد بين الجبال
وبها تطفئ الفراءُ ظمأها
وتطلق من بين الأيك تغريدها
فتشبع الأرض من خيراتك
والنبات الذى ينفع الانسان
خمر تفرّح قلب الانسان
وخبز يشدد قلب الانسان
أرز لبنان الذى غرسه
ويأوى اللقلق الى أعاليه
وللأرانب الصخور والناتئات
وعرّف الشمس مغاربها
فيه يجوس وحش الغاب
وهى تطلب من الله طعامها
وفى مآويها تربض
والى حاجته حتى المساء
كُلها صادرة عن حكمة
وهذا اليمّ ُ العظيم ذو الخلجان كالأيدى |