التالي

خاتمة

الاختلاف الواقع في الجمع والنظم والموضوع

وهكذا قلّما تجتمع الوحدة الفنية بالنظم والفاصلة مع الوحدة الموضوعية وهذا قانون الاعجاز في التأيف . وكثيرا ما يكون الاختلاف في النظم والفاصلة دليلا على الاختلاف في الموضوع . وإن قامت في السورة وحدة فنّية ، فلا تقوم فيها وحدة موضوعية ، بل تستر وحدة الظاهر مجموعة متفرقات في الباطن . وما حاولوا استنباطه من مناسبات بين الآيات في السورة ، وبين السور في القرآن ، تنقضها (أسباب النزول) وواقع التنزيل ، "فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة ، في أحكام مختلفة ، شُرعت لأسباب مختلفة . وما كان كذلك لا يتأتّى ربط بعضه ببعض(1) في وحدة التأليف . والاختلاف قائم في جمع الآيات والسور ، والنظم والموضوع .

ففي هذا الواقع القرآني – تنزيلا وجمعا – هل من إعجاز في التأليف ؟

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الاتقان 108:2

التالي