التالي

خاتمة

هل في ذلك الواقع التاريخي من معجزة في "حفظ" القرآن ؟

ذلك ما نقلته لنا الأخبار والآثار الاسلامية عن جمع القرآن وتدوينه . فبعد ظواهر التنزيل من نسيان وإسقاط وتبديل ونسخ ومحو ؛ وبعد الرخص النبوية الأربع في قراءَة القرآن ، تلك التي جعلت النص المنزل سبعة أحرف أي نصوص "باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني" ، وقد تُقرأ بالمعنى لا بالحرف ؛ "وقد كانت المصاحف بوجوه من القراءَات المطلقات على الحروف المسبعة" ؛ وبعد الاصدارات الثلاثة المختلفة التي يُحرِّق بعضها بعضًا ، حتى لم يسلم إلاّ "القرآن المصفّى" بتصفيات ثلاث نبوية وعثمانية وحجاجية ، هل من معجزة في "حفظ" القرآن سالمًا كما نزل ؟ وبما أن إعجاز القرآن في نظمه قائم على سلامة حرفه كما نزل ؛ وبما أن القرآن الحالي هو "القرآن المصفّى" ؛ فلا يصح التحدّي بإعجازه في حرفه ونظمه .

والقول الفصل ، أننا لا نشك في حفظ القرآن وصحته الجوهرية . إنما نقول : ليس من معجزة في "حفظ" القرآن . وتاريخ جمعه وتدوينه في تصفيات ثلاث خير شاهد عليه .

التالي