التالي

بحث سابع

الإعجاز في الدين

في كتاب ديني سماوي ، إنما يكون الإعجاز المطلوب في الدين . ويأتي القرآن صريحا في الدين الذي يشرعه للعرب : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا – والذي أوحينا اليك – وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى : أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه . كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ... فلذلك فادع واستقم كما أمرت ، ولا تتّبع أهواءَهم ! وقل : آمنت بما أنزل الله من كتاب ؛ وأمرتُ لأعدل بينكم" (الشورى 13 – 15) .

فالدين الذي يشرعه الله للعرب في القرآن هو دين موسى وعيسى معا ، بنص القرآن القاطع . قد يقولون : وما بال نوح وابراهيم ؟ نقول : دينهما هو دين موسى وعيسى في الكتاب ؛ وقد أُمر محمد أن يؤمن "بما أنزل الله من كتاب" مباشرة . ومُنع محمد من أتباع

أهواء اليهود والمشركين في الدين ؛ وأُمر مرارًا أن يستقيم على دين موسى وعيسى معًا "على شريعة من الأمر" . وطريقته في اتباع دين موسى وعيسى معًا إنما هي طريقة النصارى من بني اسرائيل ، الأمة الوسط : ولقد آتينا بني اسرائيل الكتب والحكم والنبوة ... وآتيناهم بيّنات من الأمر ... ثم جعلناك على شريعة من الأمر ، فاتّبعها ، ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون" أي المشركين (الجاثية 16 – 18) . فقد جُعل محمد على طريقة من أمر الدين هي طريقة الذين يقيمون "الكتاب والحكمة – التوراة والانجيل" معًا ، وهم النصارى من بني اسرائيل ، أولي العلم المقسطين . ويؤمر بتواتر أن يستقيم عليها وهذا هو العدل الذي جاءَهم به في أمر الدين : "وأُمرت لأعدل بينكم" ، بين اليهود الذين اختلفوا من بعد ما جاءَهم العلم مع السيد المسيح ، وبين المشركين ، "الذين لا يعلمون" .

هذا هو الإخلاص في الدين أُمر به محمد ، "مخلصًا له الدين" (الزمر 2 و11 و14) ؛ والذي يأمر به ، "مخلصين له الدين" (29:7 ؛ 22:10 ؛ 65:29 ؛ 32:31 ؛ 14:40 و 65 ؛ 5:98) . وبما أن القرآن يشرع للعرب دين موسى وعيسى معا ، بإقامة التوراة والانجيل معا ، في أمة وسط ، على طريقة أولى العلم المقسطين من بني اسرائيل ، فهل يكون فيه الاعجاز في الدين ؟

التالي