النعمة والجهاد في خطة الخلاص
القمص زكريا بطرس
صورة موسى النبي رافعاً يديه للصلاة ويقف اثنان يحملان ذراعيه حتى لا ينخفضا
بينما يشوع يحارب عماليق وهذا دليل ارتباط النعمة بالجهاد. فموسى يطلب النعمة،
ويشوع يجاهد في الحرب وبهذين العنصرين معاً ثم الانتصار والخلاص من الأعداء.
يحتدم النقاش حول قضية الخلاص بالنعمة أم بالجهاد. والواقع أن سر الخلاف هو
التطرف، أي تمسك كل فريق بأحد النقيضين. ففريق يري الخلاص بالنعمة فقط مستندين
علي قول معلمنا بولس الرسول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو
عطية الله" (أفسس 2: 8). وعلي النقيض من ذلك نري قوماً آخرين يتمسكون بأن
الخلاص هو بالجهاد فقط مثل أصحاب بدعة (البيلاجية) أتباع بيلاجيوس في القرن
الرابع الميلادي.
أما النظرة الأرثوذكسية فهي نظرة متوازنة وحكيمة, ومن منطلق الفكر الأرثوذكسي
الأصيل سوف نناقش
النعمة: في مفهومها، وأعمالها، وكيفية الحصول عليها، وبعض التوصيات بخصوصها.
الجهاد: في مفهومه، وحتميته، وجوانبه، وأسلوبه.
التوافق بين النعمة والجهاد.
سوف نوضح مفهوم النعمة، مفاعيلها، كيفية الحصول عليها، ثم توصيات بخصوصها |