الوثنيون عبدة الأصنـــــام والأوثان
. كانت الوثنية نوعاً من الدين الذي يُستمد من الطبيعة ، وهى تشبه في الكثير من نواحيها الأشكال البدائية جداً للدين التي يرد ذكرها في العهد القديم تعــريـف : صنــم - وثـــن - نـــصب : صنــم . قال ابن سيدة في تعريف الصنم : هو ما ينحت من خشب ويصاغ من فضة ونحاس ، والجمع أصنام . وقيل عن الصنم : هو ما كان له جسم أو صورة ، وما لم يكن له كذلك فهو وثن . وقد روى ابن عباس عن الأعرابي : الصنمة والنصمة الصورة التي تعبد . وقال ابن عرفة : ما اتخذوه من آلهة فكان غير صورة فهو وثن . وروى عن الحسن أنه قال : لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولهم صنم يعبدونه [لسان العرب: مادة( صنم )] . وكلمة صنم لا ترد في القرآن إلا على صيغة الجمع ، وفى خمس آيات فقط [الأعراف : 138 ، إبراهيم : 35 ، الأنعام : 74 ، الشعراء : 71 ، الأنبياء : 57].مما يدل على أن عبادة الأصنام كانت مستشرية في ما قبل الإسلام . وقد عرفه ابن الكلبي : ما كان معمولاً من خشب أو ذهب أو فضة صورة إنسان ، فهو صنم ؛ وإذا كان من حجارة ، فهو وثن [الأصنام لأبن الكلبي ] . والكلمة كما وردت في المعاجم العربية ، يقال إنها معربة عن " شمن " [ لسان العرب ] على أن بعض علماء اللغة من الأوربيين يرجع كلمة " شنم " التي عُربت عنها كلمة " صنم " العربية إلى SELEM بمعنى صورة في العبرية و S - L - M أسم ورد ذكره في نقوش آرامية بتيماء [ محمود الحوت - الميثولوجيا عند العرب ] ويذهب بعض الباحثين إلى أنها لم تكن تصنع داخل الجزيرة العربية ، وإنما كان يؤتى بها من بلاد مجاورة ، أو تصنع تقليداً لأصنام موجودة خارج الجزيرة [ حسن إبراهيم حسن - التاريخ الإسلامي العام ] . . ويقال أن عمرو بن لحى هو أو ل من نصب الأصنام في مكة ، الذي قدم بصنم يقال له : هبل من هيت من أرض الجزيرة ، فنصبه على بئر في بطن الكعبة وأمر الناس بعبادته ، وجاء في كتاب الأصنام أن أول من نصبه هو خزيمة بن مدركة .... بن مضر : وثن يقول ابن الكلبي : فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان . ومن هنا نرى أن كثيرين قد خلطوا بين تعريف الوثن والصنم . ولقد قيل الوثن هو الصنم الصغير . كما قيل سمى وثناً لانتصابه وثباته على حاله واحدة ، من وثن بالمكان ، أقام يه وثن [ تاج العروس : مادة ( وثن )]. وقد قال ابن عرفة : ما اتخذوه من آلهة فكان غير صورة فهو وثن . وقيل الفرق بين الوثن والصنم أن الوثن ما له جثة من خشب أو حجر أو فضة أو ذهب ينحت ويعبد ، والصنم الصورة بلا جثة [ لسان العرب :مادة (صنم )]. وقيل إذا كان معمولاً من خشب أو ذهب أو فضة صورة إنسان ، فهو صنم ، وإذا كان من حجارة ، فهو وثن [ ابن الكلبي:الأصنام]. . وقد ذكر القرآن الأوثان على صيغة الجمع كما ذكر الأصنام [ الحج: 3. ، العنكبوت: 17 ، 25 ] وعلى ما يبدو فإن معناها في هذه الآيات هو نفس المعنى في كلمة الأصنام في الآيات الأخرى : النـــــصب . كل ما عبد من دون الله ، والجمع أنصاب . وهكذا عرفه الجوهري أيضاً . وقال الفراء : كان النصب الآلهة التي كانت تعبد من أحجار . وقال ابن سيدة : الأنصاب حجارة كانت حول الكعبة ، تنصب فيُهل عليها ، ويذبح لغير الله [ لسان العرب : مادة ( نصب ) ] ويقول ابن الكلبي : إن من لم يتخذ صنماً ولا يقدر على بناء بيت ، نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره ، ثم طاف به وسموها الأنصاب . . ولعل تعريف ابن الكلبي هو أوضح ما ذكره الأقدمون عن الأنصاب والأصنام والأوثان يقول : " وكانت للعرب حجارة غير منصوبة ، يطوفون بها ويعترون(يذبحون) عندها : ولم تحدد الوثنية الأشياء التي على الفرد أن يتقدم بها إلى آلهته .وإنما ترك ذلك للمرء نفسه فهو يتقرب بكل ما يختار ويشاء، وكل حسب مقدرته وقابليته وتقسم ( ما يتقدم به المرء إلى ربه ) إلى قسمين . إجباري ، ويجب الوفاء به بسبب النذر مثلاً . تطوعي ، أي اختياري مثل المنح والذبائح في المواسم وسائر الأيام وكان العربي يؤدى صلاته البدائية موجهاً إياها إلى الإله أو الروح الذي كان يظن أنه يسكن هذه القطع الحجرية أو الصخرية أو الأشجار أو الآبار . وكانت هذه الأحجار مذابح تلطخ بدم الضحية أو كان يصب عليها دم الضحية بينما يرقص أفراد القبيلة . ويذكر " هيرودوت " أن العرب تعودوا أن يؤكدوا أخوتهم ( أخوة الدم ) بهذه الطبقة . وكان المتعبدون يلعقون هذا الدم في بعض الأحيان أو يغمسون أيديهم فيه . وبهذا يوجد بينهم ميثاق مشترك يربط أحدهم إلى الآخر ويربط الجميع بالإله ، وبعض هذه المراجع [ جواد على : المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ج 6]تذكر أن العرب كانوا يضحون بالبشر لهذه الآلهة وبخاصة في دومة والحيرة.
ولقد كانت الآلهة تُقبل تكريماً لها أو يربت عليها باليد ، وكانت الفكرة التي تكمن وراء هذه التصرفات أن يحصل المتعبد على شئ من البركة عن طريق اللمس . : ويظهر أن العربي قد عبد الحيوان الحي نفسه ، ولم ينحت الصنم على صورة الحيوان ، لأنه كان جاهلاً بصناعة الرسم والنحت ، وكان معظم الأصنام التي وجدت على صورة الحيوان في شبه الجزيرة العربية ، مجلوبة من البلاد المجاورة ، وعددها ثلاثة النســــر : وكان على صورة النسر ، ولقد ورد ذكره في النقوش القتبانية والسبئية ، ويظهر أن عبادته قد دخلت جزيرة العرب من مصر ، ويرى فلهوزن أن عبادته كانت متصلة . بالكواكب القريبة من المجرة . يـغــوث : وكان على هيئة الأسد . يـعــوق : وكان على هيئة الفرس . ولقد قدس العربي الحيوان وعبده ، تحصيلاً للبركة وشكراً ، لسبب استفادته منه ، جرياً على عادة الرعاة قديماً ، أو لاعتقادهم أنها تشترك مع الإنسان في بعض الصفات الشخصية ، ومن أجل ذلك كانوا يمتنعون عن أكل لحومها |
|