خمسة دروس أساسية في الدفاع عن الإيمان
من هو المســـــــــيح؟ قابلتني سيدة فاضلة تعرف أني خادم للإنجيل فسألتني معترضة: إن المسيح رائع، وقد عمل أعمالاً عجيبة، وصنع معجزات تفوق الخيال، وعلَّم تعاليم خالدة. والعجيب أنكم تقولونه ما لم يقله.. فتعجبت وسألت: ماذا قلنا؟ قالت: تقولون إنه ابن الله وهو لم يذكر ذلك في أي موضع من الكتاب، فكيف تفترون على رجل صالح مثل هذا؟ ففتحتُ كتابي وطلبت منها أن تتابع معي ما قاله المسيح عن نفسه وترى بعينيها المكتوب في الكتاب: وقت المحاكمة يقول البشير مرقس 14: 61-64"أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضاً: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. فحكموا عليه أنه مستوجب الموت". أليس هذا غريبا؟ ماذا قال المسيح حتى يمزق رئيس الكهنة ثيابه ويكسر الوصية لاويين 10: 6، معرضاً نفسه للموت؟ وما هي التجاديف التي قالها المسيح حتى تجعل رئيس الكهنة في غير حاجة إلى شهود، ويصدر الحكم فوراً بالموت؟ لقد قال: "أنا هو". في لغتنا الجميلة "أنا هو" لا تعني شيئاً يستوجب كل غضب رئيس الكهنة! لكن في اللغة الأصلية التي سمعها السامعون وقتها تعني اسم الجلالة الله "أنا هو الذي أنا هو" (خروج 3: 14). فحينما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح: "أأنت ابن المبارك؟" قال له: "أنا الله". فحقَّ للرئيس ان يمزق ثيابه ويقول: سمعتم التجاديف! إنسان يقول عن نفسه إنه الله. إنه مستوجب الموت. وألتفتُ إلى تلك السيدة وقلت: "لقد قالها المسيح، ونحن لم نقلها". ثم سارعت بشاهد آخر قبل أن أسمع رد فعلها: يوحنا 10: 33 "أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً". ثم قلت لها: إن المعول عليه هو اللغة الأصلية وفهم السامعين لها؟ لقد فهم سامعو المسيح ما يعنيه بكلامه، فقد كان يعلن لهم أنه الله. يوحنا 19: 7 "أجابه اليهود (أجابوا بيلاطس الوالي): لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله". ثم صرخوا: "اصلبه! اصلبه!". فقال لهم بيلاطس: "خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة". فأجابه اليهود بالقول السابق، والذي فهموه من كلامه معهم. لقد فهم اليهود معنى البنوة لله وهو أنها تمام المعادلة لله. يوحنا 5: 17، 18: "فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله". يوحنا 8: 56-58 قال المسيح: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح". فقال له اليهود: "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟". قال يسوع: "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". فرفعوا حجارة ليرجموه. هنا يعلن السيد المسيح ألوهيته، فكلمة "كائن" (دائم الوجود) هي "يهوه" اسم الجلالة "الكائن والذي كان والذي يأتي". وعرف اليهود المعنى، لذلك رفعوا حجارة ليرجموه. ثم سألت السيدة: "هل لا زلت تظنين أننا نضع في فم المسيح كلاماً عن نفسه لم يقله؟؟". فأجابت: "ما كنت أعلم كل هذا.. لكن". فسارعت أقول: "اتركي لكن لنهاية الحديث، فما زال عندي الكثير". السيد المسيح هو النبي الوحيد الذي لم يتردد أبداً في أقواله. لم يؤجل سائلاً وجَّه إليه سؤالاً بحُجَّة أنه سيسأل من أرسله. ولم يقل أبداً "هكذا قال السيد الرب" لكنه كان يقول "سمعتم إنه قيل، أما أنا فأقول" وهذا القول في منتهى الخطورة إذا كان من شخص عادي، فهو يقول إنه يكمل شريعة موسى "أما أنا فأقول". فالمسموح له أن ينطق بهذا القول هو أعلى من موسى، أو هو الله نفسه. ولا يمكن لأحد أقل من مُعلِن شريعة موسى أن يقول هذا. فلا بد أن يكون قائل "أما أنا فأقول" هو الله نفسه الذي له حق توضيح قانونه حتى يستطيع الناس تطبيقه(مثل حق المشرع في وضع اللائحة التفسيرية لتشريعه). المسيح هو الوحيد الذي لم يعتذر أو يناقض نفسه، بل قال: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مرقس 13: 31) الكتاب المقدس يعلمنا أن العبادة والسجود لله وحده لوقا 4: 8 "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" يوحنا 4: 24 "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا". ومع هذا نجد السيد المسيح يقبل هذا السجود من كثيرين دون اعتراض: من الأبرص في متى 8: 2 "وإذا ابرص قد جاء وسجد له قائلا: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: أريد فاطهر". من المولود أعمى يوحنا 9: 35-38 "أؤمن يا سيد وسجد له" من التلاميذ متى 14: 33 "والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله" . من توما يوحنا 20: 27-29 "أجاب توما وقال له: ربى والهي". آخرون يؤكدون ألوهيته: من أصدقائه: بولس في فيلبي 2: 9-11 "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" بولس في تيطس 2: 13 "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح". بطرس في متى 16: 15-17 "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي" بطرس في أعمال 2: 36 "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم رباً ومسيحاً". يوحنا المعمدان في لوقا 3: 22 "ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب. بك سررت". توما في يوحنا 20: 28 "أجاب توما قائلاً : ربي والهي" استفانوس في أعمال 7: 59 "فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي". ونحن نعرف أن لا أحد يستطيع أن يأخذ الروح إلا معطيها، ومعنى قول استفانوس للمسيح "اقبل روحي" اعتراف بألوهيته، وأنه الوحيد الذي له حق أخذ الروح. الذين لم يؤمنوا بألوهيته: من اليهود : على الرغم من عدم إيمانهم بألوهية السيد المسيح يعترف كتابهم بذلك: إشعياء النبي في 7: 14 "يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (ومعناه: الله معنا)." ما رأيك أين المعجزة هنا..؟ قالت عمانوئيل.. قلت عمانوئيل تعني الله معنا، .. ولو كنت يهودياً أسمع كلمات النبي عام 700 قبل الميلاد، لقلت فوراً: إن الله كان دائماً معنا منذ أيام الأجداد والآباء، أيام إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى والأنبياء. لم يتخلَّ عنا لحظة. وكان وجوده وسيره أمامنا يميزنا عن كل الشعوب، لذلك فعمانوئيل ليست المعجزة. .قالت: إذا "العذراء تحبل وتلد"..قلت لو انك سمعت هذا الكلام أيام إشعياء وقبل نور إعلان العهد الجديد عن القديسة العذراء لقلت إنها ليست المعجزة، فأي عذراء تحبل وتلد حينما تتزوج إن لم يكن هناك أي مانع للحمل. وهو لم يذكر هنا شيئاً عن الزواج أو عدمه، فإذا رأيت عذراء اليوم وغابت عنك عاما كاملا ثم رأيتها ومعها طفلا يمكن أن أقول "العذراء ولدت". فتقول لنا العذراء: نعم غبت عنكم عاما تزوجت فيه وسافرت وأنجبت طفلاً أثناء غيابي.. إذاً لا توجد هنا معجزة. فقالت محدثتي: لست اعرف إذًا أين المعجزة؟ فقلت لها "السيد نفسه هو المعجزة، يتجسد ليصير إنساناً!! الإله الروح يصبح مثل البشر"!! قالت: "لا يمكن .. مستحيل. هذا ضرب من الخيال". قلت: "نعم لذلك فهي معجزة، فوق العادة، خارقة للطبيعة فتُسمى معجزة، والله على كل شئ قدير ولا يعسر عليه أمر، إن أراد يكون، وان أمر يصير. وإشعياء 9: 6 يؤكد صحة ما أقول: "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام".نعم يولد لنا ولد؟ الله يصير إنساناً.. وجاء في ملء الزمان ولم يعرفوه .. جاء من العذراء القديسة مريم ولم يكرموه.. !!! وإخوتنا المسلمون بالرغم من عدم إيمانهم بألوهيته يقول كتابهم: سورة آل عمران 3: 45 "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين".سورة(ال عمران 45:3) المسيح اسمه كلمة الله!! وهل هناك فرق بين الله وكلمته؟ الله وكلمته واحد، فأن سمعت شخصاً يحدثك تليفونياً، هل تقول له: "أهلاً يا كلمة فلان!!" أم تقول: "أهلاً يا فلان"؟ بالرغم من سماعك لكلمة فلان. فالكلمة وصاحبها واحد. الكلمة هي المعبر عن شخصية المتكلم. قالوا إن الكلمة هنا هي "كن" فيكون التي خلق بها الله المسيح!!!! وهنا يظهر سؤالان: إن كان هذا هو المقصود والكلمة مؤنث فلماذا قال: كلمة اسمه وليس اسمها؟!! ولماذا لم يدعَ آدم كلمة الله؟ ألم يخلقه الله بكلمة كن فيكون؟!! إن الوحيد من كل أنبياء القرآن الذي سمى كلمة الله هو المسيح!! لماذا؟؟ لأن المسيح هو الله. سورة النساء 4: 171 "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". أضاف إلى اسم المسيح الاسم: روح الله، وكأنه يريد أن يثبت الفكرة الأولى لمن يشك في أنه الله فيقول عنه إنه أيضاً روح الله. وهل هناك فرق بين الله وروحه؟!! أليس الله وروحه واحداً؟ فكم بالحري إذ كان المسيح كلمة الله وروحه أيضاً ؟!! أليس هذا تأكيداً على ألوهية المسيح؟!! سورة مريم 19: 34 "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (أي يشكون)". عيسى قول الحق؟!!! ومن هو الحق؟ إنه الله سبحانه. لم يقل إن عيسى عنده الحق، أو يعرف الحق، بل هو نفسه الحق. فهل هناك تأكيد أكثر من ذلك على أن المسيح هو الله !!!! ثم قلت لتلك السيدة: أختم حديثي معك بما قاله أستاذ جامعي كان يوماً ما "لاأدرياً" ثم آمن بالمسيح، قال: "أحاول أن أمنع من يجرَّب أن يقول: إني اقبل المسيح كمعلم أخلاقي عظيم، ولكني لا أقبل دعواه بأنه الله، فهذا ما لا يجب أن يقوله عاقل!! فلو جاءك شخص لا تعرفه وقال لك: أنا الله!!! وتركك قبل أن تسأله البرهان، فماذا يكون رد فعلك؟ هناك احتمالان: # إما أن يكون صادقاً في دعواه، فأنت لم ترَ الله قبل ذلك ، لأنه لا يراه أحد ويعيش، لكن في ذات الوقت الله يستطيع أن يكون في الهيئة التي يريدها، لذلك فاحتمال الصدق وارد. # وإما يكون كاذباً!! وفي هذه الحالة هناك احتمالان: # إما يكون كاذباً ولم يعرف أنه كاذب فيكون مخدوعاً عن إخلاص وبذلك يكون مجنوناً.. # أو يكون كاذباً ويعرف أن ما يقوله كذب، فأعطى الصورة الخاطئة عن قصد، فيكون بذلك مخادعاً.. ولو ترك نفسه لحكم الموت نتيجة لهذا الادعاء الكاذب، لكان أحمق.. فلو طبقنا هذه النظرية على السيد المسيح (مع الاعتذار الشديد) الذي قال كما ذكرت إنه الله، فهناك احتمالان: إما أن يكون صادقاً، وليس أمامك إلا أن تسجد له وتقول: "ربى وإلهي". أو يكون كاذباً، فلو كان كذلك لكان هناك احتمالان: #كاذباً عن إخلاص، أي لم يعرف انه كاذب، فيكون بذلك مخدوعاً، فيكون مجنوناً!! فهل كان المسيح كذلك؟؟!!! حاشا وألف حاشا. لقد شهد أعداؤه قبل أصدقائه قائلين: متى 13: 54 "ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بُهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟". مرقس 6: 2، 3 "ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين: من أين لهذا هذه؟ وما الحكمة التي أُعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه؟ أليس هذا هو النجار ابن مريم؟". لوقا2: 52 "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" واسمع ما يقوله القرآن في سورة آل عمران 3: 45 عن السيد المسيح "وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين".. الذي لم يفعل خطية وهو الشفيع في الآخرة !!!! إذاً ليس أمامنا إلا افتراض آخر: إنه كاذب وهو يعرف ذلك. فكيف يعلم تلاميذه الصدق ويقول: "ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير"؟؟ ثم لو كان يعرف أنه كاذب، وأن نتيجة ذلك أنه سيُساق إلى الموت صلباً لما سكت، بل أعلن فوراً كذبه لأن الحياة غالية، أو قُل إنه واتته فرصة ذهبية للخروج من هذه الورطة حينما قال له بيلاطس: "أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطاناً أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك؟"!!! فيعلن فوراً كذبه ويعتذر عن كل ما قال. لكن اسمع بماذا أجابه يسوع: "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق". إذاً هذا الفرض أيضاً مرفوض. فلا يبقى أمامنا إلا الاحتمال الأول، وهو أنه الله الواجب العبادة. فقالت محدثتي: "معك كل الحق. لم أكن أعلم كل هذا. فعلاً السيد المسيح هو الله الذي أعلن ذلك قولاً وفعلاً" |