تأثير الخلوة
لا أظن أن الخلوة هي مجرد فترة تقضى مع الله لدراسة الكلمة والصلاة
وانتهى الأمر. فتكون لك كواجب أو فريضة بلا فعالية.
ولكن اعلم أن الخلوة الصباحية ما هي إلا شحنة روحية يسرى مفعولها معك
طوال النهار، فالشركة مع الله لا تقتصر على فترة الإختلاء به في مخدع
الصلاة وإنما لتعيش اليوم كله في معية الرب، تواجه الحياة من خلاله،
وتشعر بوجوده معك في كل ظروفك وأحولك وأعمالك ومقابلاتك، فتصبح حياتك
صلاة، هذا ما عبر عنه القديس باسيليوس الكبير قائلا:
"الصلاة التصاق بالله في جميع لحظات الحياة، ومواقفها، فتصبح الحياة صلاة
واحدة بلا انقطاع ولا اضطراب".
هذا ما قال عنه داود النبي في المزمور "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه
عن يميني فلا أتزعزع"(مز8:16).
إذن ففرصة الخلوة الصباحية هي نقطة انطلاق لحياة في حضرة الرب، بإشراكه
في كل أعمالنا وأفكارنا لنعرف مشيئته من جهة كل ما نقبل عليه وما تمتد
إليه أيادينا، كما عبر أحد الآباء المختبرين قائلاً: "هدف حياة الصلاة هو
دوام الوجود في حضرة الله وإشراك الله في جميع أعمالنا وأفكارنا، ومعرفة
إرادته".
لذلك احرص طيلة يومك على أن تتذكر:-
1- أنك سلمت حياتك للرب في هذا اليوم، فهو المسئول عنها "لا تهتموا بشئ
بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله، وسلام
الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع"(فى6:4،7).
2- أنك تعيش في حضرته فكن يقظاً متحفظاً من الخطأ.
3- أنه يقود حياتك عبر أحداث اليوم فاحرص على أن تعرف مشيئته ورأيه في كل
خطوة.
4- أنه ساكن فيك بروحه ليواجه الحياة من خلالك، فاحرص على:
أ- أن تنظر إلى الناس من خلال عينيه.
ب- أن تصغي إليهم من خلال أذنيه.
ج- أن تحبهم من خلال قلبه.
د- أن تتكلم معهم بلسانه.
هـ- أن تفكر فيهم من خلال فكره.
5- وتذكر طوال اليوم صوت الرب لك في خلوة الصباح، واهتم بممارسة التطبيق
الذي خرجت به من الخلوة.
6- وفي المساء راجع نفسك لتعرف كم مرة نجحت، وكم مرة فشلت، وقدم إعتذارك
للرب عن مرات الفشل، واشكره على مرات النجاح. ودرب نفسك في اليوم التالي
على ممارسة الحياة في حضرة الرب وبهذا يمكن للخلوة أن تأتى بثمرها
المرجو، وتأثيراتها المباركة على حياتك.
|