مكان الخـلوة
يحسن أن يكون للخلوة مكان محدد، دائم، معروف، وليكن حجرة الصالون بمفردك
أو أي مكان هادئ، حتى تكون لك قدرة على التركيز وعدم التشتت.
وإن لم يتوفر مكان في المنزل، إبحث عن مكان في كنيسة قريبة من المنزل، أو
في مكان خلوي هادئ، كما كان يفضل السيد المسيح إذ كان يمضى "إلى موضع
خلاء وكان يصلى هناك" (مر35:1).
ولقد تعرض العلامة أوريجينوس لموضوع مكان الخلوة، فقال "أما عن المكان
فمن الملاحظ أن كل مكان مناسب للصلاة المقدسة" في كل مكان يقدم بخور لي..
يقول السيد الرب "فأريد أن يصلى الرجال في كل مكان" وإذا أراد الإنسان أن
يصلى في سلام وبدون قلق، فلا بد له أن يختار مكاناً معيناً في منزله -
إذا اتسع لذلك - ويجعله مقدساً أو قدساً، وهناك يقدم عبادته وصلواته".
أما القديس ثيوفان الناسك فقد أبرز أهمية أن يكون مكان الخلوة منعزلاً
حتى تجد الحواس راحتها فقال: "يستحسن أن يكون المكان منعزلاً وقليل
الضوء، حتى تجد الحواس راحتها وتتخلص من هذه المؤثرات الخارجية على
الأقل. ولكن إذا أمكنك أن تتخلص من هذه المؤثرات وأنت في وسطها فأبق في
مكانك".
هذا عن مكان الخلوة ويفضل كما ترى أن يكون منعزلاً وهادئاً ودائماً. أما
عن حتمية أن يكون المكان ثابتاً ودائماً فهو لحمايتك من القلقلة وضياع
وقت الخلوة لاختيار مكان فيؤثر على الانتظام في الخلوة.
|