العلم
والقرآن
أخبار القرآن بمعجزة نزول
الحديد من الفضاء الخارجي
كتب: خالد عبد الرحمن
أرسل لي أحد المسلمين المعجزة التالية
زاعماً أخبار القرآن بها:
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز
العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ
وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية
للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة
على معادن الأرض وأبحاثا معملية . ولكن
المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو
الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن
الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد
لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ
أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في
مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن
يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه
عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها
قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن
يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ
اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله
" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
يتصور المسلمون بأن قرآنهم يحوي معجزات
علمية حديثة. وهم في محاولتهم تلك يلوون
عنق اللغة العربية ويجعلون القرآن ينطق
بما لم يخطر على بال كاتبه.
في مثالنا هذا حول المعجزة المزعومة في
القرآن بأن الحديد أتى الينا من الفضاء
الخارجي نجد المحاولة الخائبة من
المسلمين مفضوحة تماما بلا ستر أو أستتار،
لأن القرآن نفسه ينقضها نقضاً واضحاً.
تقول سورة الحديد: 25 "وأنزلنا الحديد".
ويحاول مسلمي هذا العصر أن يقولوا لنا بأن
مقصد القرآن بأن الحديد أنزل من السماء
ولم يتكون على الأرض والدليل قول القرآن
"أنزلنا".
حسناً، أنا مستعد للتسليم بأن الحديد نزل
من السماء، بل حتى من الفضاء الخارجي. وهو
ما يطابق بصورة مذهلة البحوث العلمية
المعاصرة التي تجعلني أقف بذهول أمام
المعجزة الصريحة في القرآن.
كباحث عن الحق أسلم للقرآن بتفوقه العلمي.
بل أصل الى الحد الذي أصرح فيه بأني مستعد
للأيمان الكامل والشامل به، لأنه خارق
للطبيعة، منزل من أصل كل المعارف، الله
الخالق.
ولكني يجب أن أتوقف عند أية مشابهة
وأفحصها هي الأخرى. قيل أن أنطق
بالشهادتين وأقر للإسلام والقرآن
بالمصداقية.
تقول سورة الزمر الآية 6: وأنزل لكم من
الأنعام ثمانية أزواج.
يبدو أن الله لم ينزل لنا فقط الحديد من
الفضاء الخارجي بل أنزل شئ أخر أسمه
الأنعام! ومع أني متأكد من أغلب المسلمين
يعلمون ما هي الأنعام، الا أني سأتظاهر
بعد المعرفة وأستشير ثقات التفاسير
القرآنية.
يقول أبن كثير في تفسير الآية: وقوله تعالى
"وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"
أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج
وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية
أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن
الإبل اثنين ومن البقر اثنين.
يقول تفسير الجلالين في تفسير الآية: "وأنزل
لكم من الأنعام" الإبل والبقر والغنم
الضأن والمعز "ثمانية أزواج" من كل
زوجان ذكر وأنثى.
يقول الطبري في تفسيره للآية: وقوله: {وأنزل
لكم من الأنعام ثمانية أزواج} يقول تعالى
ذكره: وجعل لكم من الأنعام ثمانية أزواج من
الإبل زوجين، ومن البقر زوجين، ومن الضأن
اثنين، ومن المعز اثنين، كما قال جل ثناؤه:
{ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز
اثنين} 6 143، كما: 23131 -حدثني محمد بن عمرو،
قال: ثنا أبو عاصم، قال، ثنا عيسى، وحدثني
الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {من
الأنعام ثمانية أزواج} قال: من الإبل
والبقر والضأن والمعز. 23132 - حدثنا بشر، قال:
ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وأنزل
لكم من الأنعام ثمانية أزواج} من الإبل
اثنين، ومن البقر اثنين، ومن الضأن اثنين،
ومن المعز اثنين، من كل واحد زوج. 23133- حدثت
عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول:
أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في
قوله: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}
يعني من المعز اثنين، ومن الضأن اثنين،
ومن البقر اثنين، ومن الإبل اثنين.
أذاً من الواضح لنا تماماً بأن هذه
الأنعام ليست الا حيوانات: أبل، بقر، ضأن،
معز.
أذا وجب علي الأيمان بأن "أنزلنا الحديد"
تعني نزوله من الفضاء الخارجي الى الأرض (مخالفاً
كل تفاسير ثقات المفسرين للآية) يجب علي أن
أؤمن بأن الأبل، البقر، الضأن، المعز كلهم
قد هبطوا الى أرضنا من الفضاء الخارجي
أيضاً. لأن القرآن يقول: وأنزل لكم. تخيل
معي بقرة طائرة سابحة في الفضاء تهبط على
أرضنا؟!
أو أذا قلت بأن معنى "وأنزل لكم من
الأنعام"، هو خلق لكم من الأنعام. أذا
يجب أن أسلم بأن "أنزلنا الحديد" تعني
أيضا خلقنا الحديد.
وأذا لم تعجبك هذه المقارنة، قارن أنت
بنفسك آية الحديد الى الأعراف 26 "يا بني
آدم قد أنزلنا عليكم لباساً" لا تقل لي
بأن اللباس (وهو الملابس) قد هبطت علينا من
السماء أيضاً؟! أذا لم يعجبك كلامي راجع
تفاسير القرآن بنفسك.
|
|
حمل هذا الكتاب
الصفحة
الرئيسية |