|
قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن
الباب الرابع انواع الناسخ والمنسوخ في القرآن
الفصل الثالث مانُسخ حكمه ونُسخ أيضاً حرفه أو خطه أو تلاوته
أي إلغاء العمل بالآية القرآنية، وأيضا إلغاؤها من القرآن. رغم أنها كانت قد أُنزلت على محمد وكانت موجودة في القرآن القديم، ولكنها غير موجودة في القرآن الحالي. فأين ذهبت ؟ ..
تعليقات عن هذا النوع: (1) قال سيد القمني (في كتابه الإسلاميات ص 590) "قد وُضع ضمن هذا الباب عدد من الروايات حول عدد من الآيات التي كانت معروفة زمن النبي، لكنها لم توجد بالقرآن الكريم" .
(2) ونقل سيد القمني (في كتابه الإسلاميات ص 589) عن الزهري قوله: "أخبرني أبو إمامة .. أن رهطا من أصحاب النبي (صلعم) قد أخبروه أن رجلا منهم قام في جوف الليل، يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر على شيء منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فأتى إلى النبي (صلعم) في الصباح، ليسأل النبي عن ذلك. وجاء آخرون لنفس الغرض، ثم أذن النبي (صلعم) فسألوه عن السورة، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة" (انظر جمال الدين ابن الجوزي: نواسخ القرآن ص 33) والسؤال هنا : لماذا إذن أعطاها إن كان سينسخها ؟ .
(3) وقد عقب أبو بكر الرازي على باب (ما نسخ تلاوته وحكمه) بالقول: "إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتابته في المصحف، فيندرس مع الأيام" (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) والسؤال هنا : لماذا إذن أعطاها إن كان سينسيها لهم ؟ .
(4) وعن شريك ابن عاصم عن (زر) قوله: "قال لي أُبيِّ ابن أبي كعب: كيف تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: سبعين أو إحدى وسبعين آية، قال والذي أحلف به، لقد نزلت على محمد (صلعم) وأنها تعادل سورة البقرة أو تزيد عليها. [سورة البقرة 286 آية أي انكمشت إلى الربع] (انظر التهذيب 10/42 ـ44)" (انظر جمال الدين ابن الجوزي: نواسخ القرآن ص 33) والسؤال هنا أين ذهبت الآيات الأخرى، ولماذا كان قد أعطاها ؟. (5) وعن عائشة قالت: "كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي حتى مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا على ما هو الآن" (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) أين باقى الآيات؟ ولماذا أعطيت إن كان سينسخها أو ينسيها ؟.
(6) وعن عمر قال: "ليقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما أدراك ما كله، لقد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل أخذت منه ما ظهر" (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) . أين الكثير من القرآن المفقود ؟ !! .
(7) وعن أمامة ابن سهل أن خالته قالت: "لقد أقرأنا رسول الله (صلعم) آية الرجم [الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة]" وهي غير موجودة بالقرآن الحالي (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) . أليس هذا شيئاً غريباً !!؟ .
(8) حدثنا حجاج ابن جريح، أخبرني أبي حميدة عن حميدة بنت يونس قالت: قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يصلون على النبي: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولي، قالت كان ذلك قبل أن يغير عثمان المصحف" (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) . أليس هذا شيئاً عجيباً ؟!! .
(9) وعن أبي سيفان الكلاعي أن مسلمة ابن مخلد قال لهم ذات يوم: أخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف، فلم يخبروه. وعندهم أبو الكنود سعد ابن مالك، فقال ابن مسلمة: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ألا أبشروا أنتم المفلحون، والذين آووه ونصروه وجادلوا عنه القوم الذين غضب عليهم، أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" وهي غير موجودة بالقرآن الحالي (انظر جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26) ... لماذا ؟!! .
(10) ويورد السيوطي عن عدي ابن عدي قال عمر: "كنا نقرأ: ألا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، ثم قال لزيد ابن ثابت: أكذلك؟ قال نعم .. وقال عمر لعبد الرحمن ابن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا: أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن" . (11) عقب الدكتور طه حسين على ما فعله عثمان ابن عفان بحرق المصاحف والآيات القرآنية التي نزلت بقوله: "إن النبى (صلعم) قال: نزل القرآن على سبعة أحرف، كلها كاف شاف، وعثمان حين حظر ما حظر من القرآن، وحرق ما حرق من المصاحف، إنما حظر نصوصا أنزلها الله وحرق صحفا كانت تشمل على قرآن أخذه المسلمون عن رسول الله (صلعم) وما كان ينبغي للإمام أن يلغي من القرآن حرفا أو يحذف نصا من نصوصه. وقد كلف كتابة المصحف نفرا قليلا من أصحاب النبي، وترك جماعة القراء الذين سمعوا من النبي وحفظوا عنه، وجعل إليهم كتابة المصحف، ومن هنا نفهم سر غضب ابن مسعود، فقد كان ابن مسعود من أحفظ الناس للقرآن، وهو فيما يقول قد أخذ من فم النبي (صلعم) سبعين سورة من القرآن، ولم يكن زيد ابن ثابت [الذي كُلِّفَ بجمع القرآن] قد بلغ الحلم بعد. ولما قام ابن مسعود يعترض الأمر، رافضا تحريق صحف القرآن أخرجه عثمان من المسجد إخراجا عنيفا، وضربت به الأرض فدقت ضلعه" (انظر الفتنة الكبرى للدكتور طه حسي ج 1 ص 160ـ183) ... كلام غريب !! . هذه هي قصة الناسخ والمنسوخ في القرآن، آيات ألغت آيات، وغيرتها وأبطلتها ومحتها وحرمت الحلال وحللت الحرام، وفوق كل هذا آيات أنساها الله للنبي وأيضا لحفظة القرآن فلماذا كان قد أوحى بهذه الآيات أساسا إن كان يعمد على أن ينسيها ويلغيها، هل يغير الله رأيه ؟؟؟؟؟ . أليس هذا شهادة قوية على أن القرآن مملوء بالاختلافات والتضارب والتناقض؟ أفلا ينطبق عليه حكم القرآن ذاته إذ قال: : "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82) ؟ .
ما هو حكمك أيها القارئ العزيز بعد كل هذه الاختلافات؟ ألا يثبت ذلك أنه ليس من عند الله بحسب حكم الآية القرآنية نفسها؟ : "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟ .
ما أحوجنا إلى أن نفتش الكتب التى نظن أن لنا فيها حياة أبدية وخاصة الكتاب المقدس، فهو الذى يشهد للحق وللمسيح وللحياة الأبدية عودة الى الصفحة الرئيسية |